في تطور استثنائي يعيد تشكيل مستقبل الشباب اليمني، نجح بنك عدن الإسلامي في تغيير رؤية 60 شاباً حول مستقبلهم المهني خلال 3 ساعات فقط، فاتحاً أبواب القطاع المصرفي أمام جيل جديد يتسلح بأحدث التقنيات المالية. بينما يعاني آلاف الخريجين من شبح البطالة، تشع بارقة أمل من جامعة عدن تحمل وعداً بمستقبل مالي واعد.
أحمد السالمي، طالب عمره 22 عاماً، لم يصدق عينيه وهو يشاهد تقنيات سويفت ومحفظة عدن كاش تنبض بالحياة أمامه: "كنت أظن أن هذه التقنيات حكر على البنوك الكبرى في دبي ولندن، لكن اكتشفت أننا في اليمن نواكب العالم." الورشة التي نظمها البنك يوم الاثنين، شهدت تفاعلاً منقطع النظير من طلاب قسم العلوم المالية والمصرفية، حيث امتلأت القاعة بهمهمات الحماس ونبضات قلوب تترقب المستقبل.
هذه المبادرة ليست مجرد ورشة عابرة، بل جزء من سلسلة برامج استراتيجية تهدف لإعداد كوادر تواكب تطورات القطاع المصرفي العالمي. د. محمد عبدالله، خبير التمويل الإسلامي، يؤكد أن "هذه البرامج تسد فجوة حقيقية بين التعليم النظري والتطبيق العملي، تماماً كما كانت ورش الحرف في العصر العثماني تعد الشباب للحياة العملية." البرنامج يعمل كجسر حقيقي يربط بين ضفتي المعرفة الأكاديمية والممارسة المهنية.
التأثير لا يتوقف عند حدود القاعة الدراسية، فـفاطمة المنصوري، التي تخرجت العام الماضي وتعمل الآن في البنك، تشهد على قوة هذه المبادرات: "لولا هذا التدريب، لما استطعت الدخول لسوق العمل بهذه الثقة." رائحة القهوة تملأ القاعة بينما تتناقل الأيدي الأوراق والأقلام لتدوين كل معلومة ثمينة. النتائج المتوقعة تشير إلى ولادة جيل جديد من المصرفيين المؤهلين، قادر على رفع مستوى الخدمات المالية في المنطقة وتعزيز الشمول المالي.
بينما ينتشر الخبر كالنار في الهشيم بين أوساط الطلاب، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون الجامعات الأخرى في مستوى هذا التحدي وتحذو حذو جامعة عدن، أم ستكتفي بالتعليم النظري التقليدي؟ الفرصة الآن أمام كل مؤسسة تعليمية لتكون جزءاً من هذا التحول الجذري في إعداد أجيال المستقبل.