في تطور مثير يشهده شمال المملكة، تواجه منطقة الجوف حالة جوية استثنائية تجمع 4 ظواهر طبيعية في آن واحد! المركز الوطني للأرصاد يطلق تنبيهاً عاجلاً يستمر لـ6 ساعات متواصلة حتى السادسة مساءً اليوم، محذراً سكان سكاكا ودومة الجندل من خطر حقيقي قد يهدد سلامتهم.
تشهد مدينة سكاكا ومحافظة دومة الجندل الآن مزيجاً مرعباً من الأمطار والرياح النشطة والصواعق الرعدية، بينما تنخفض الرؤية الأفقية إلى مستويات خطيرة. "الرؤية كمن يحاول النظر عبر زجاج مغبر، لا أكاد أرى السيارة التي أمامي" يقول أبو محمد السائق الذي أُجبر على إلغاء رحلته إلى تبوك. بينما تملأ قعقعة الرعد أجواء المدينة، تنقر قطرات المطر بقوة على النوافذ والأسطح، والبرق يضيء السماء الملبدة بالغيوم الرمادية للحظات مخيفة.
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها منطقة الجوف تحدياً مماثلاً، فقد شهدت الموسم الماضي حالة مطرية قوية استمرت لساعات مماثلة. الخبراء يؤكدون أن أنظمة الضغط الجوي والكتل الهوائية المتحركة عبر شمال المملكة هي المسؤولة عن هذه الظاهرة. د. عبدالله الجوفي، خبير الأرصاد، ينصح بتجنب الخروج إلا للضرورة القصوى، مؤكداً أن "التنبيه المبكر من المركز الوطني يعكس حرص الدولة على سلامة المواطنين."
على الرغم من التحديات، يستبشر المزارعون خيراً بهذه الأمطار التي ستروي أراضيهم وتوفر عليهم تكاليف الري. سالم المزارع من دومة الجندل يقول بفرحة: "هذه بركة من السماء، ستحيي أرضنا وتنعش المراعي." بينما تراقب أم فهد من سكاكا المطر من نافذتها وهي تحمد الله، تشعر برائحة التراب المبلل تملأ الأجواء وملمس القطرات الباردة تداعب وجهها. لكن التأثير ليس إيجابياً للجميع، فقد اضطر كثيرون لتأجيل مواعيدهم وأعمالهم الخارجية، وازدادت المخاوف من وقوع حوادث مرورية بسبب الطرق الزلقة.
مع اقتراب انتهاء فترة التنبيه الرسمي، يتوقع خبراء الأرصاد تحسناً تدريجياً في الأحوال الجوية. لكن النصيحة الذهبية تبقى واضحة: السلامة أولاً. تجنب الخروج، افحص سيارتك قبل القيادة، وابتعد عن المناطق المرتفعة أثناء البرق. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد لمواجهة تقلبات الطبيعة الجامحة؟