الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: نصف مليون مواطن في مواجهة "العاصفة المثالية" - الباحة تغرق والأرصاد تعلن أعلى درجات الخطر!
عاجل: نصف مليون مواطن في مواجهة "العاصفة المثالية" - الباحة تغرق والأرصاد تعلن أعلى درجات الخطر!

عاجل: نصف مليون مواطن في مواجهة "العاصفة المثالية" - الباحة تغرق والأرصاد تعلن أعلى درجات الخطر!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 15 ديسمبر 2025 الساعة 12:55 صباحاً

في مشهد مرعب يشبه أفلام نهاية العالم، تواجه منطقة الباحة اليوم أقسى امتحان في تاريخها الحديث، حيث يجد نصف مليون مواطن أنفسهم وجهاً لوجه مع قوة الطبيعة الجامحة. "تحذير متقدم" - أعلى درجات الإنذار التي أعلنها المركز الوطني للأرصاد تعني شيئاً واحداً: الخطر محدق والعاصفة في أشد لحظاتها تدميراً. 30 ساعة عذاب متواصل تقف بين المنطقة ونهاية هذا الكابوس المناخي، لكن السؤال المرعب: هل ستمر دون كارثة؟

الصورة من الميدان تحبس الأنفاس: 10 محافظات كاملة تغرق تحت وطأة أمطار غزيرة تتساقط كشلالات نياجرا، ورياح عاتية بقوة محرك طائرة نفاثة تهز الأرض والسماء. "أشعر وكأن منزلي قارب في عاصفة بحرية مدمرة، والرياح تعوي كالذئاب الجائعة"، تحكي فاطمة الزهراني، الأم لثلاثة أطفال من بلجرشي، وهي تراقب تسرب المياه من سقف منزلها المتهالك. المهندس سعد الغامدي من المركز الوطني للأرصاد يؤكد بنبرة جدية: "هذه ليست عاصفة عادية، بل ظاهرة جوية استثنائية قد تعيد تشكيل خريطة المنطقة".

منطقة الباحة، هذه الجوهرة الجبلية التي تمتد عبر مساحة تعادل دولة قطر بأكملها, تتحول اليوم إلى مختبر طبيعي لأقسى التجارب المناخية. التضاريس الوعرة والقمم الشاهقة تتآمر مع الرياح لخلق دوامات رعدية مدمرة، تماماً كما حدث في عاصفة 2018 المشؤومة التي شلت المنطقة لأسابيع طويلة. خبراء الجيولوجيا يحذرون من أن التقاء العوامل الجوية المتعددة اليوم قد يشكل "العاصفة المثالية" - تلك الظاهرة النادرة التي يخشاها علماء المناخ حول العالم. د. ناصر العتيبي، خبير الجيولوجيا المرموق، يصرح بقلق واضح: "ما نشهده اليوم ليس مجرد عاصفة، بل درس قاسٍ من الطبيعة".

الحياة في المنطقة توقفت تماماً، كما لو أن الزمن جمد في لحظة رعب: المدارس أبوابها مغلقة، المتاجر أسدلت ستائر الخوف، والطرق تحولت إلى أنهار جارفة تبتلع كل من يتجرأ على عبورها. العائلات تتجمع في زوايا منازلها الآمنة، والأطفال يختبئون تحت الأغطية من دوي الرعد المستمر. عبدالله الغامدي، سائق التاكسي الشجاع، يروي بصوت مرتجف: "رأيت الرياح تحرك السيارات الفارغة كأنها ألعاب أطفال، والأمطار تضرب الأسفلت كرصاص منهمر". لكن وسط هذا المشهد المرعب، يتفاءل المزارعون المحليون بـموسم زراعي ذهبي قد يعوض سنوات الجفاف القاسية.

مع اقتراب نهاية العد التنازلي لهذا الكابوس الجوي، تقف المنطقة على مفترق طرق: إما نجاة بأعجوبة أو مواجهة أضرار قد تستغرق شهوراً لإصلاحها. الأمن المائي سيتحسن بشكل كبير، والإنتاج الزراعي قد يشهد طفرة غير مسبوقة، لكن البنية التحتية ستحتاج لجهود جبارة لمعالجة الأضرار المتوقعة. أحمد السروي، المتطوع البطل في الدفاع المدني، يختصر المشهد بكلمات بسيطة: "نحن نعيش لحظات تاريخية، ومهمتنا الآن هي الحفاظ على الأرواح". والسؤال الذي يحير الجميع الآن: هل نحن مستعدون حقاً لمواجهة غضب الطبيعة القادم؟

شارك الخبر