في تطور مناخي مفاجئ يضع 25 مليون مصري في مواجهة طقس متطرف، تستعد شمال مصر لاستقبال عاصفة مناخية حقيقية ستضرب 8 محافظات خلال الساعات المقبلة، مع فارق حراري صادم يصل إلى 8 درجات بين النهار والليل سيجعل المصريين يعيشون فصلين في يوم واحد. الدكتورة منار غانم من الهيئة العامة للأرصاد الجوية تحذر بقوة: "الأمطار بدأت فعلاً والشبورة المائية تحجب الرؤية على الطرق السريعة، والوقت ينفد للاستعداد."

كشفت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد، عن خريطة الأمطار المثيرة التي ستغطي مساحة تعادل بلجيكا كاملة لمدة 5 أيام متواصلة. "فرص سقوط أمطار الأسبوع الجاري نتيجة تأثر المنخفض الجوي في طبقات الجو العليا" - هكذا وصفت غانم الظاهرة المناخية النادرة. أحمد الطاهر، سائق تاكسي من القاهرة، يعيش لحظات رعب حقيقية: "الشبورة المائية مثل ستارة بيضاء كثيفة تبتلع كل شيء أمامي، وأخشى على مصدر رزقي وسلامة الركاب."

السبب وراء هذا التحول المناخي الجذري يعود إلى منخفض جوي قوي في الطبقات العليا يحرك السحب المنخفضة والمتوسطة كآلة عملاقة، منهياً فترة جفاف نسبي دامت أسابيع. الخبراء يؤكدون أن هذا النمط مشابه تماماً لموسم أمطار نوفمبر 2019 الذي هز مصر لأسبوع كامل، لكن بتوقيت مختلف ومفاجئ هذا العام. الدكتور حسام الطقس، خبير الأرصاد الجوية، يتوقع استمرار هذه الظاهرة حتى الثلاثاء مع تحسن تدريجي، محذراً من أن الرياح النشطة ستعمل مثل مراوح الهواء الطبيعية العملاقة لتزيد الإحساس بالبرد.

الحياة اليومية لملايين المصريين تشهد انقلاباً حقيقياً، حيث تؤثر الأمطار والشبورة الكثيفة على كل تفاصيل اليوم. فاطمة محمود، مزارعة من الوجه البحري، تعبر عن فرحة عارمة: "أخيراً عاد المطر المبارك لري أرضي بعد أسابيع قاسية من الجفاف، إنها نعمة من السماء!" بينما تتصاعد المخاوف من تكون شبورة مائية خانقة على الطرق الزراعية والسريعة، مع توقعات مقلقة بزيادة حادة في استهلاك الكهرباء للتدفئة وتأثير واضح على أنشطة الأطفال الخارجية. سامي عبدالله من الإسكندرية يصف المشهد: "كأن ستارة بيضاء مخيفة تغطي المدينة بأكملها."

مع توقعات متفائلة بتحسن تدريجي بعد الثلاثاء واستقرار نسبي للأجواء، تؤكد الدكتورة غانم على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية فورية: ارتداء الملابس الثقيلة والقيادة بهدوء شديد خلال الشبورة المائية والأمطار. الفرصة الذهبية متاحة الآن لتوفير مياه الأمطار والاستمتاع بجودة هواء محسنة بعد أسابيع من التلوث، لكن السلامة تبقى الأولوية المطلقة. هل أنت مستعد حقاً لمواجهة 5 أيام من الطقس المتطرف؟ تذكر جيداً: السلامة أولاً، والحذر واجب!