في تطور مناخي صادم، أصدر المركز الوطني للأرصاد "الإنذار الأحمر" الذي يضع 15 مليون مواطن ومقيم تحت رحمة أقوى عاصفة شتوية منذ 5 سنوات. العاصفة التي تستهدف قلب السعودية الاقتصادي ستضرب 25 محافظة في منطقتي الرياض والشرقية بقوة مدمرة تشمل أمطاراً غزيرة وصواعق رعدية وانعداماً تاماً للرؤية خلال الساعات القليلة القادمة.
ساعات قليلة تفصل سكان العاصمة الرياض والدمام والخبر عن مواجهة أصعب ليلة طقس منذ عقد كامل، حيث تبدأ العاصفة من الساعة الواحدة صباح الاثنين لتستمر 14 ساعة متواصلة من الرعب المناخي. "شاهدت بداية تجمع السحب الداكنة مساء الأحد وبدأ القلق يتسلل إلى قلبي"، تقول سارة القحطاني من الخبر وهي تراقب السماء المُحملة بالغيوم الرمادية المُنذرة بالخطر. الخبراء يحذرون من أن شدة الرياح ستكون كمحرك طائرة نفاثة بينما سيتساقط البرد بحجم كرات الجولف.
هذا النمط المناخي الاستثنائي، الذي يحدث كل 3-5 سنوات، ينتج عن التقاء كتل هوائية متضادة فوق أهم المراكز الحضرية والاقتصادية في المملكة. آخر عاصفة مماثلة ضربت المنطقة الشرقية عام 2020 واستمرت لثلاثة أيام متواصلة، مما يجعل خبراء الأرصاد يؤكدون ضرورة عدم الاستهانة بشدة هذه العاصفة. د. محمد الجبريني، خبير المناخ، يحذر قائلاً: "المنطقة المتأثرة تعادل مساحة دولة اليونان، وهذا يعني أننا أمام حدث مناخي بحجم كارثة طبيعية حقيقية."
بينما يستعد ملايين السعوديين لقضاء ساعات داخل منازلهم، يواجه أحمد العتيبي، الموظف البالغ من العمر 34 عاماً، قلقاً حقيقياً من تعطل رحلته العائلية والوصول للعمل صباح الاثنين. "لم أتوقع أن تكون العاصفة بهذه القوة المدمرة"، يقول أحمد وهو يلغي جميع خططه للأيام القادمة. رغم الأضرار المؤقتة المتوقعة، يتفاءل المزارعون بـتجديد مخزون المياه الجوفية الذي سيستفيد منه الأمن المائي للمملكة على المدى الطويل، فيما تستعد الجهات المختصة لاختبار حقيقي لكفاءة البنية التحتية السعودية.
مع انطلاق العد التنازلي لأقوى عاصفة في تاريخ المملكة الحديث، تبقى التوصية الذهبية هي البقاء في أماكن آمنة ومتابعة التحديثات الرسمية حتى انتهاء العاصفة المتوقع ظهر الاثنين. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون هذه العاصفة بداية نمط مناخي جديد يتطلب استعداداً مختلفاً في المملكة؟