في تطور جوي استثنائي يهز المملكة، تواجه 8 مناطق سعودية أقوى عاصفة رعدية هذا العام خلال الساعات القادمة، حيث تشهد الرياض والشرقية وجازان وعسير رياحاً عاتية تصل سرعتها إلى 50+ كم/ساعة وأمطاراً رعدية غزيرة مصحوبة بالبرد. لأول مرة منذ سنوات، يضطرب البحر الأحمر والخليج العربي في نفس التوقيت، مما يضع 18 مليون مواطن ومقيم تحت تأثير موجة طقس مدمرة قد تستمر 48 ساعة.
أكد المركز الوطني للأرصاد في تقريره العاجل أن هذه "أقوى منظومة جوية نرصدها هذا الموسم"، حيث تشهد سواحل المملكة أمواجاً مائجة يصل ارتفاعها إلى 2.5 متر - بارتفاع مبنى من طابقين يضرب الشواطئ بقوة مدمرة. أبو خالد، سائق توصيل من الرياض، يروي: "علقت 3 ساعات في عاصفة ترابية لم أشهد مثلها، كأن السماء فتحت جميع خزاناتها دفعة واحدة." فيما يتردد دوي الرعد في أنحاء العاصمة وتتساقط قطرات المطر البارد على وجوه المواطنين المندهشين.
تكونت هذه العاصفة الاستثنائية نتيجة التقاء كتل هوائية متضاربة مع منخفض جوي قوي، في ظاهرة تذكر بعاصفة 2018 لكنها أوسع تأثيراً وأشد قوة. د. محمد العتيبي، خبير الأرصاد، يؤكد: "نواجه رياحاً بقوة 12 مروحة طائرة هليكوبتر تعمل معاً، وهذا ما يجعل الوضع خطيراً ومثيراً في آن واحد." التأثيرات تمتد من الحدود الشمالية حتى جازان، مغطية أكثر من 70% من مساحة المملكة في مشهد جوي نادر الحدوث.
بينما يعيش سكان المناطق المتأثرة لحظات من القلق والترقب، يواجه ملايين السعوديين تعطلاً في حركة النقل وإلغاء فعاليات خارجية، فيما يضطر الطيران المدني لمراجعة جداوله. في المقابل، يحتفل المهندس سعد الزراعي قائلاً: "أترقب أفضل موسم حصاد منذ 5 سنوات، هذه فرصة ذهبية لملء السدود وإنعاش الأراضي الزراعية." فاطمة من جازان تشارك دهشتها: "شاهدت البرد يتساقط لأول مرة منذ طفولتي، ورائحة التراب المطري تملأ الأجواء." لكن الخبراء يحذرون السائقين من مخاطر الطرق المبتلة وضعف الرؤية.
مع استمرار العاصفة في اجتياح 8 مناطق بأمطار رعدية وبرد ورياح تتجاوز 50 كم/ساعة، تبقى الساعات القادمة حاسمة لتحديد مدى قوة هذه الموجة الجوية الاستثنائية. المركز الوطني يدعو المواطنين لتجنب القيادة غير الضرورية ومتابعة التحديثات المستمرة، بينما يراقب الخبراء تطور الوضع على البحرين المضطربين. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون هذه بداية موسم أمطار تاريخي أم مجرد عاصفة عابرة تترك خلفها أجواء منعشة وخزانات ممتلئة؟