في تصعيد خطير يهدد بتفجير المنطقة، سجلت إسرائيل رقماً صادماً بأكثر من 4500 انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله في أقل من 3 أشهر، فيما تحوم طائراتها المسيرة فوق قلب بيروت كما لو كانت تحلق في أجوائها المحتلة. وسط هذا الجنون العسكري، تتصاعد التحذيرات الدولية من عملية عسكرية إسرائيلية واسعة قد تشعل المنطقة قبل نهاية 2025.
استهدف القصف الإسرائيلي الأخير بلدة الضهيرة بقذائف الهاون، بينما ألقت المسيرات قنابل صوتية على رأس الناقورة، في مشهد بات يتكرر يومياً. "رأيت الدخان يتصاعد من منزل جاري، وسمعت صراخ الأطفال يملأ الشارع" تروي أم أحمد من الضهيرة، وهي ترتجف خوفاً. الأرقام تكشف حجم المأساة: 4000 قتيل و17000 جريح منذ بدء العدوان، فيما يحذر خبراء القانون الدولي من أن هذه "جرائم حرب موثقة" تنتهك كل الأعراف الإنسانية.
كما في عدوان 2006، تعيد إسرائيل سيناريو الدمار المنهجي، لكن هذه المرة مع تطور خطير: كشف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي عن تلقي "تحذيرات من جهات عربية ودولية" حول استعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة. هيئة البث العبرية أكدت أن الجيش الإسرائيلي أنهى خطة هجوم شامل إذا فشل تفكيك سلاح حزب الله قبل نهاية 2025، في تصريح يُنذر بكارثة قادمة.
الانتهاكات الإسرائيلية كالساعة التي لا تتوقف عن العد التنازلي نحو الانفجار، و12 انتهاك يومياً يعكس حجم التمادي في خرق الاتفاقيات الدولية. سكان الجنوب يعيشون رعباً مستمراً، حيث يهتز كل منزل مع دوي الانفجارات، ورائحة البارود تملأ الهواء. "نحن نعيش في جحيم لا ينتهي" يقول المقاوم أبو علي الذي يرفض الرحيل رغم القصف المتكرر. فيما تواصل إسرائيل احتلال 5 تلال لبنانية جديدة، مضافة لمناطق تحتلها منذ عقود، في توسع استيطاني لا يتوقف.
مع تصاعد هذا الجنون العسكري وصمت دولي مخجل، تبقى الأسئلة الحارقة: متى ستتحرك الأصوات الدولية لوقف هذا العبث بالأرواح؟ وهل ستصمت حتى تشتعل المنطقة بأكملها، أم أن هناك خطة خفية لإشعال حرب شاملة تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بالدم والنار؟
