الرئيسية / شؤون محلية / خطر: ضباب كثيف يقلل الرؤية لأقل من كيلومتر واحد في القريات - السلطات تحذر من شلل مروري تام!
خطر: ضباب كثيف يقلل الرؤية لأقل من كيلومتر واحد في القريات - السلطات تحذر من شلل مروري تام!

خطر: ضباب كثيف يقلل الرؤية لأقل من كيلومتر واحد في القريات - السلطات تحذر من شلل مروري تام!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 13 ديسمبر 2025 الساعة 09:05 مساءاً

في تطور مرعب يهدد آلاف المسافرين، يقترب موعد مواجهة حقيقية مع جدار أبيض كثيف بحجم مدينة كاملة سيبتلع الطرق السريعة في محافظة القريات. 10 ساعات من العمى شبه التام تنتظر كل من يجرؤ على القيادة، حيث ستنخفض الرؤية إلى أقل من كيلومتر واحد فقط - أي عُشر المسافة الآمنة للقيادة. الساعة 11 مساء اليوم.. موعد مع خطر حقيقي قد يحول رحلة عادية إلى كابوس مرعب.

المركز الوطني للأرصاد يدق ناقوس الخطر بتحذيرات صارمة من ضباب استثنائي الكثافة سيضرب القريات والمناطق المفتوحة والطرق السريعة لمدة عشر ساعات متواصلة. "الوضع خطير للغاية والرؤية ستنعدم تماماً" يحذر خبراء الأرصاد، فيما يصف د. عبدالله المطيري، خبير المناخ، الوضع قائلاً: "الضباب في الصحراء أخطر من المدن بثلاث مرات، لأن السائق يفقد كل نقاط المرجعية." أبو محمد، سائق شاحنة من ذوي الخبرة، يروي تجربته المرعبة العام الماضي: "توقفت ثلاث ساعات في منتصف الطريق، كنت أسمع أصوات الحوادث من حولي ولا أرى شيئاً."

ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها منطقة الجوف مثل هذه الظاهرة المرعبة. تتكرر هذه الكوابيس الضبابية سنوياً عندما تتصادم الكتل الهوائية الباردة والرطبة مع السطح الدافئ للأرض الصحراوية، مُنتجة جداراً أبيض كثيفاً ينتشر بسرعة الخيول الجامحة ليغطي مئات الكيلومترات. الذاكرة تستدعي موجة الضباب الشهيرة في 2018 التي شلت المنطقة وتسببت في إغلاق المطار لساعات طويلة. خبراء الأرصاد يؤكدون أن هذه الموجة قد تكون أشد قسوة من سابقاتها، خاصة مع استمرارها الطويل وكثافتها الاستثنائية.

تأثير هذا الوحش الأبيض لن يقتصر على السائقين فحسب، بل سيمتد ليشمل آلاف العائلات التي اضطرت لإلغاء رحلاتها وخططها المسائية. أم أحمد، التي كانت تخطط لرحلة عائلية، تقول بقلق واضح: "لم أر شيئاً كهذا منذ 15 سنة، الطريق يصبح كالحلم المخيف حيث لا ترى سوى أضواء السيارات كأشباح تتحرك في الظلام." شركات النقل تستعد لخسائر اقتصادية فادحة، بينما تحذر السلطات من أن محاولة القيادة في هذه الظروف تعني المخاطرة بالحياة. الأصوات المتكررة لأبواق السيارات وصوت الإطارات على الأسفلت الرطب ستملأ الليل، بينما يتسارع نبض كل سائق يجد نفسه محاصراً داخل هذا الكابوس الأبيض.

مع اقتراب الساعة المصيرية، تبقى الأسئلة الحارقة تطارد سكان المنطقة: هل ستنقشع السحب في الموعد المحدد؟ وهل ستمر هذه الليلة دون وقوع كوارث مرورية؟ د. سارة العتيبي، التي تراقب الأحوال الجوية على مدار الساعة، تنصح بشدة: "تجنبوا القيادة مهما كانت الضرورة، واستخدموا الأضواء المتقطعة واحتفظوا بمسافة أمان مضاعفة." عشر ساعات فقط تفصلنا عن أخطر ضباب يشهده شمال المملكة منذ سنوات.. والسؤال الذي يؤرق الجميع: هل أنتم مستعدون لمواجهة هذا التحدي الأبيض المرعب؟

شارك الخبر