في تطور صاعق يهز أركان الرياضة السعودية، تتجه أنظار العالم نحو صفقة تاريخية قد تعيد تشكيل خريطة كرة القدم الآسيوية بالكامل. 70 مليار ريال - هذا هو حجم الثروة الضخمة التي تقترب من نادي الهلال العريق، في خطوة للمرة الأولى في التاريخ يستحوذ فيها ملياردير سعودي على النادي الأعرق آسيوياً. ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان مدوي سيغير وجه الرياضة السعودية إلى الأبد.
تكشف المصادر الرياضية المقربة عن تحركات مالية ضخمة تجري خلف الكواليس، حيث يستعد الأمير الوليد بن طلال للاستحواذ الكامل على نادي الهلال بالتنسيق مع صندوق الاستثمارات العامة. الصفقة، التي توصف بأنها "أكبر عملية استحواذ في تاريخ الرياضة السعودية"، تستهدف النادي صاحب الـ13 لقب قاري وأكثر من 12 مليون متابع عبر وسائل التواصل. "لم أشهد حماساً كهذا منذ عقود"، يقول أحمد الراشد، اللاعب الهلالي السابق، وهو يتابع الأحداث بترقب شديد.
تأتي هذه الخطوة الثورية ضمن رؤية السعودية 2030 لتطوير القطاع الرياضي كركيزة اقتصادية، مستفيدة من النجاح الباهر للاستثمارات الرياضية السعودية عالمياً مثل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نيوكاسل ونجاح بطولة LIV Golf. يشبه الخبراء هذه الصفقة بـ"استحواذ فلورنتينو بيريز التاريخي على ريال مدريد في عام 2000"، والذي حول النادي الإسباني إلى إمبراطورية رياضية عالمية. د. عبدالعزيز الغامدي، أستاذ اقتصاد الرياضة، يؤكد: "هذه الصفقة ستعيد تشكيل المشهد الرياضي وتحول الهلال إلى علامة تجارية عالمية خلال 5 سنوات".
التأثيرات المتوقعة لهذا التحول الجذري ستطال كل جوانب الحياة الرياضية في المملكة. المحللة الاقتصادية سارة المطيري ترى "فرصة ذهبية لتعزيز السياحة الرياضية وخلق آلاف فرص العمل الجديدة"، بينما تتوقع مصادر مطلعة ارتفاع أسعار التذاكر وزيادة الإقبال على المنتجات الرياضية. لكن ليس الجميع متفائلاً بالقدر نفسه، فـخالد الزعيتر، مشجع هلالي منذ 30 عاماً، يعبر عن قلقه: "أخشى أن نفقد روح النادي التراثية في سباق التحديث". الخطط الطموحة تشمل بناء أكاديمية عالمية، استاد أيقوني، ومركز تدريب يضاهي أفضل المرافق الأوروبية.
مع اقتراب موعد الإعلان الرسمي في ديسمبر الحالي، تقف الرياضة السعودية على أعتاب حقبة جديدة قد تعيد تعريف مفهوم النجاح في كرة القدم الآسيوية. الصفقة التي توصف بأنها "بحجم ناطحات السحاب في الرياض الجديدة" ستحدد ما إذا كان الهلال سيصبح القوة العالمية التي يحلم بها مشجعوه أم سيدفع ثمن التغيير فقدان هويته العريقة. السؤال الذي يؤرق الملايين: هل سيصبح الهلال الجديد أسطورة عالمية أم سيفقد روحه التراثية في رحلة البحث عن المجد العالمي؟