في لحظة واحدة مأساوية غيّرت مجرى التاريخ، سقط نجم الأردن يزن النعيمات في الدقيقة السابعة من ربع نهائي كأس العرب، ليتحمل 7 دقائق من الجحيم الخالص قبل أن تؤكد الفحوصات الطبية قطع الرباط الصليبي - الإصابة التي ستغيّبه 9 أشهر كاملة عن الملاعب. في 14 دقيقة فقط، تحطم حلم عمره سنوات، بينما يواجه المنتخب الأردني الآن أصعب تحدٍ في تاريخه الحديث.
شهدت الدقيقة السابعة مشهداً محطماً للقلوب عندما تعرض النعيمات لتدخل قاسٍ أدى لسقوطه مؤلماً على أرضية الملعب. "رأيت يزن يحاول النهوض مراراً وتكراراً، والألم باديٌ على وجهه، لكنه أصر على المواصلة" يروي سامر الزعبي الذي جلس بجانبه على مقاعد البدلاء لاحقاً. استمر التحمل البطولي لمدة 7 دقائق إضافية قبل أن يستسلم النجم أخيراً في الدقيقة 14، ليدخل عودة الفاخوري بدلاً منه وسط صمت مطبق عمّ المدرجات.
تأتي هذه الإصابة القاسية في توقيت حرج للغاية، حيث يخوض المنتخب الأردني مشواره التاريخي في كأس العرب 2025 - البطولة التي انتظرها جيل كامل من اللاعبين والجماهير. الرباط الصليبي، تلك السلسلة الحيوية التي تربط عجلات حركة اللاعب، انقطعت في اللحظة الأكثر أهمية. "إصابة الرباط الصليبي مثل صاعقة برق تخترق الجسد - الألم فوري والتأثير طويل المدى" يوضح د. محمد العطار، طبيب العظام، مشيراً إلى أن 14% فقط من اللاعبين يعودون لمستواهم السابق بعد هذه الإصابة الخطيرة.
تفاعل شعبي عارم اجتاح الأردن منذ لحظة إعلان التشخيص الطبي، حيث انهار أحمد المشجع البالغ 28 عاماً بالبكاء لحظة خروج النعيمات من الملعب، معبراً عن مشاعر الملايين. رئيس الوزراء د. جعفر حسان أعرب عن دعمه الشخصي، بينما غمرت دموع الإحباط العشب الأخضر في مشهد لن ينساه التاريخ. التحدي الآن مضاعف: كيف سيعوض الفاخوري غياب هدّاف الفريق؟ وهل ستتحول هذه المحنة إلى فرصة لإظهار القوة الجماعية للنشامى؟
رغم قسوة الإصابة وطول فترة الغياب التي قد تمتد لـثلاثة أرباع السنة، يبقى الأمل معقوداً على التماسك والصمود. المنتخب تأهل للدور نصف النهائي بالفعل، والروح الجماعية أقوى من أي إصابة مهما كانت قاسية. النعيمات سيعود أقوى، والفريق سيواصل المشوار بعزيمة مضاعفة. هل ستكون هذه الإصابة نهاية حلم أم بداية ملحمة انتقام لا تُنسى؟