في تطور مذهل هز منطقة القصيم، كشف أمير المنطقة عن إنجاز استثنائي غيّر حياة 1048 شخصاً في عام واحد فقط، حيث تمكنت جمعية البر الخيرية من تحويل أحلام 262 أسرة إلى حقيقة ملموسة بتسليمهم مفاتيح منازلهم الجديدة. هذا الإنجاز الضخم يأتي بينما لا تزال 258 أسرة أخرى تنتظر دورها بفارغ الصبر.
في لقاء تاريخي بمكتبه، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل محافظ عنيزة والمسؤولين لاستعراض هذا الإنجاز المجتمعي الفريد. أحمد العتيبي، 38 عاماً، أحد المستفيدين، يروي بدموع الفرح: "حصلت على منزلي الأول بعد 15 عاماً من دفع الإيجارات، والآن بدأت مشروعي الصغير من المنزل." هذه ليست مجرد أرقام، بل 262 قصة نجاح تحولت من العيش في منازل مستأجرة ضيقة إلى امتلاك بيوت الأحلام.
يأتي هذا الإنجاز في ظل تحديات الإسكان العالمية، حيث تجد أزمة ارتفاع أسعار المساكن وانخفاض دخل الأسر المحتاجة حلولاً مبتكرة في القصيم. المهندس عبدالعزيز البسام، رئيس جمعية البر، أكد أن هذا المشروع يذكرنا بمشاريع الملك فيصل الإسكانية في السبعينات التي أسكنت آلاف الأسر. "هذا نموذج يمكن تطبيقه في جميع مناطق المملكة" كما يؤكد د. سالم الحربي، خبير الإسكان التنموي.
التأثير يتجاوز مجرد توفير سقف آمن، فالأسر المستفيدة لم تعد تقلق بشأن دفع الإيجار الشهري الذي كان يستنزف معظم دخلها. أم محمد، الأرملة بثلاثة أطفال، تشرح: "كنت أدفع 70% من راتبي للإيجار، الآن أستطيع الاستثمار في تعليم أطفالي." فاطمة السليم، إحدى الجارات، تصف المشهد: "رأيت الفرحة الحقيقية في عيون العائلات وهي تتسلم مفاتيح منازلها، وصوت ضحكات الأطفال يملأ الحي الجديد."
مع إنجاز 50.4% من المستهدف، تبقى 258 أسرة تنتظر تحقيق حلمها خلال العامين القادمين. هذا النجاح الباهر في القصيم يفتح الباب أمام تطبيق النموذج في محافظات أخرى، مما يعزز مستهدفات رؤية المملكة 2030. السؤال الآن: هل ستكون أنت الأسرة رقم 263 التي تحقق حلم المنزل؟ أم ستبقى تدفع الإيجار مدى الحياة بينما الفرص الذهبية تمر أمامك؟
