في إنجاز يحكي قصة نجاح لا تقبل الجدل، حقق المنتخب السعودي رقماً مثالياً بـ 6 نقاط من أصل 6 ممكنة ليتأهل رسمياً إلى ربع نهائي كأس العرب 2025. للمرة الأولى منذ سنوات، يتصدر الأخضر مجموعته بهذه الثقة المطلقة، بينما تنتظره فلسطين في موعد مصيري قد يعيد كتابة التاريخ السعودي.
الفوز الساحق 3-1 على جزر القمر لم يكن مجرد انتصار عادي، بل انطلاقة حقيقية نحو حلم عربي كبير. أحمد المشجع، مهندس من الرياض يبلغ من العمر 32 عاماً، هتف حتى بح صوته: "شاهدت الأخضر يلعب بروح المحاربين، كل هدف كان يهز قلبي قبل الشباك". الأرقام تتحدث بوضوح: تقدم بفارق نقطتين كاملتين على المغرب، وأداء هجومي متدفق مثل السيل في الوادي.
هذا الإنجاز لم يأت من فراغ، بل كان ثمرة مشوار طويل من التحضير المحكم والخطة التدريبية التي وضعت كل التفاصيل في الحسبان. د. سامي التحليلي، المحلل الكرة السابق، يؤكد: "الأداء يذكرنا بإنجازات المنتخب في كأس آسيا، هناك انسجام استثنائي يبشر بالوصول للمراحل المتقدمة". الخبراء يرون اليوم المنتخب مرشحاً قوياً لحصد اللقب في بطولة تشهد منافسة عربية شرسة.
لكن الطريق الحقيقي يبدأ الآن، حيث تنتظر فلسطين في ربع النهائي بمواجهة ستحمل أبعاداً تتجاوز كرة القدم. فاطمة الرياضية من جدة، التي شاهدت المباراة مع عائلتها، تصف اللحظة: "بكيت من الفرح عند الهدف الثالث، لكن قلبي يخفق الآن تفكيراً في المواجهة القادمة". الفرحة تملأ بيوت السعوديين، لكن الحذر من الثقة الزائدة يبقى خط الدفاع الأول ضد أي مفاجآت. وإذا تجاوز الأخضر عقبة فلسطين، فإن موعداً نارياً مع الأردن أو وصيف المجموعة الرابعة ينتظره في طريق الحلم.
تأهل مستحق وصدارة مريحة تفتح الطريق أمام حلم عربي يمكن تحقيقه، لكن الرحلة الحقيقية تبدأ الآن. الوقت حان لمؤازرة الأخضر بكل ما نملك من حب وإيمان، فالتاريخ لا ينتظر المترددين. هل سيكتب الأخضر فصلاً جديداً في تاريخ الكرة السعودية، أم أن الرحلة ستتوقف عند أول اختبار حقيقي؟
