في الدقيقة 92، عندما كان الجميع يستعد لمغادرة الملعب، حدث ما لم يكن في الحسبان. هدف واحد في اللحظة الأخيرة حول مباراة عادية إلى ملحمة كروية حقيقية، حيث أنقذ عبدالله العنزي نادي الفتح من التعادل المخيب وحقق انتصاراً ثميناً أمام التضامن الكويتي بهدف ناري هز أركان الملعب.
انفجرت المدرجات بالفرح عندما اهتزت شباك الفريق الكويتي، في مشهد لن ينساه الحاضرون. أحمد الفتحاوي، الذي سافر من الدمام خصيصاً لحضور المباراة، كاد يغادر في الدقيقة 90 لولا إصرار أصدقائه على البقاء. "شكراً لله أنني لم أخرج، هذا هو جمال كرة القدم"، قال بصوت مرتجف من الإثارة. المدير الفني السيد قوميز حقق هدفه المزدوج: اختبار جميع عناصر الفريق وتحقيق الانتصار في الوقت نفسه.
هذه المباراة جاءت ضمن برنامج إعداد مدروس خلال فترة التوقف في دوري روشن، تماشياً مع تقليد راسخ للأندية السعودية في استضافة فرق خليجية شقيقة للتحضير للاستحقاقات المهمة. الخبراء يؤكدون أن مثل هذه الانتصارات المتأخرة تزرع الثقة في نفوس اللاعبين وتعلمهم فن الصمود تحت الضغط، تماماً كطالب يحل المسألة الأخيرة في الثواني المتبقية من الامتحان.
تأثير هذا الانتصار سيمتد إلى أبعد من أرضية الملعب، حيث ازداد التفاؤل بين جماهير النادي الذين يتطلعون لأداء أفضل عند استئناف المباريات الرسمية. د. محمد الرياضي، المحلل الكروي، علق قائلاً: "هذا النوع من الانتصارات يبني شخصية الفريق ويعلم اللاعبين أن المباراة لا تنتهي قبل صافرة النهاية." لكن التحدي الحقيقي سيكون في المحافظة على هذا المستوى وتجنب فخ الثقة المفرطة.
مع اقتراب مباراة الاتفاق يوم الجمعة المقبل، يبدو أن الفتح يسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافه الموسمية. هذا الانتصار الثمين، والإعداد الممتاز، والثقة المتزايدة، كلها عوامل تبشر بموسم مثمر. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيحافظ الفتح على هذا المستوى عندما تبدأ المعارك الحقيقية في الدوري؟