في تطور مناخي مرعب يهز أسس الحياة المصرية، تتجه عاصفة شتوية مدمرة لضرب البلاد خلال ساعات قليلة، مهددة 20 مليون مواطن بسيول قاتلة ورياح عاتية بسرعة 50 كيلومتراً في الساعة. 5 ساعات كاملة من الشبورة الخانقة - ربع يوم محاصرين في الظلام - ستحول شوارع مصر إلى مدينة أشباح مرعبة، فيما تحذر هيئة الأرصاد من تشكل سيول جبارة قد تقتلع الأشجار وتدمر المنازل.
العاصفة الشتوية المدمرة ستضرب عشر محافظات بقوة إعصار حقيقي، حيث تتوقع الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والدقهلية أمطاراً غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية وحبات برد قاتلة. أحمد محمود، سائق تاكسي من القاهرة في الأربعينات من عمره، يصارع لإطعام أسرته من دخله اليومي المحدود، يكشف قلقه العميق: "أخشى ألا أتمكن من العمل غداً بسبب الشبورة الكثيفة، عائلتي تعتمد على دخلي اليومي". الأمواج البحرية الجبارة ستصل إلى ارتفاع 3 أمتار - أطول من أي شخص بالغ - مكونة جداراً مائياً متحركاً يهدد الصيادين وحركة الملاحة.
هذه الكارثة المناخية تنتج عن اصطدام كتل هوائية باردة من البحر المتوسط مع الأجواء المحلية، في ظاهرة طقسية تتكرر سنوياً لكن بشدة استثنائية هذا العام. د. محمد علي، عالم الأرصاد الجوية الذي يسهر الليالي لحماية المواطنين، يؤكد أن هذه العاصفة تشبه كارثة شتاء 2010 التي شلت البلاد وأغلقت المطارات لأيام، لكن بقوة مضاعفة هذه المرة. الرياح العاتية بقوة مراوح طائرة هليكوبتر عملاقة ستهب على الشواطئ، فيما تتوقع ضربات برق مميتة تشق السماء الداكنة كسيوف نارية.
التأثير الكارثي سيطال الحياة اليومية لملايين المصريين، حيث يواجه العمال اليوميون شبح البطالة القسرية والعائلات تحبس أنفاسها في منازلها. فاطمة عبد الله، الأم الحكيمة من الإسكندرية، تمثل حكمة الشعب في مواجهة المحن: "أشتري المؤن والشموع تحسباً لانقطاع الكهرباء". السلطات تحذر من فيضانات محدودة قد تغرق المناطق المنخفضة وارتفاع محتمل في أسعار الخضروات، لكن المزارعين يترقبون بحذر فرصة ذهبية لتخزين مياه الأمطار وانتعاش المحاصيل بعد موسم جفاف قاسٍ.
مع دخولنا ساعات الخطر الحقيقي، تؤكد هيئة الأرصاد ضرورة اتخاذ كافة التدابير الفورية لحماية الأرواح والممتلكات من غضب الطبيعة المدمر. في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، هل ستصبح هذه العواصف المرعبة هي واقعنا الجديد؟ الساعات القادمة ستكشف قوة الطبيعة الحقيقية وقدرة ملايين المصريين على البقاء صامدين أمام إعصار قد يقلب حياتهم رأساً على عقب.