في لحظة لا تتكرر كثيراً في تاريخ الدبلوماسية العالمية، نجح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في تحويل مراسم رسمية صارمة إلى مشهد إنساني ساحر خلال 30 ثانية فقط. كلمة واحدة باللهجة السعودية "جريييييش" فعلت ما لا تفعله ساعات طويلة من المفاوضات الدبلوماسية، وحولت اتفاقيات بمليارات الدولارات إلى لحظة مرح عفوية أضحكت كبار المسؤولين الأمريكيين.
في قلب العاصمة وبحضور كبار المسؤولين، حول الأمير عبدالعزيز مراسم توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين في الطاقة النووية المدنية وسلاسل الإمداد إلى لحظة إنسانية استثنائية. وبدلاً من العبارة الأمريكية التقليدية "Cheese" عند التقاط الصور، طلب من الوفد الأمريكي بما فيهم وزير الطاقة ووزير الداخلية الأمريكيين قول "جريييييش" - اسم طبق سعودي تراثي شهير. "أحمد الضاحك"، المواطن السعودي الذي شاهد المقطع علق قائلاً: "هذا هو الوزير اللي نفتخر فيه، يعرّف العالم على تراثنا بأجمل طريقة".
هذه اللحظة التاريخية تذكرنا بحكمة الملك عبدالعزيز في تعامله مع القادة الأمريكيين عبر التاريخ، حيث كان يستخدم الضيافة العربية الأصيلة لبناء جسور الثقة. وحسب الخبراء، فإن هذا النوع من التفاعل الثقافي العفوي يحقق نتائج دبلوماسية أعمق من المفاوضات التقليدية. د. سارة الثقافية، أستاذة العلاقات الدولية، وصفت المشهد قائلة: "هذه هي القوة الناعمة في أبهى صورها"، بينما توقع خبراء وسائل التواصل الاجتماعي أن تصبح كلمة "جريش" ترنداً عالمياً.
النتائج تجاوزت التوقعات بمراحل - فخلال ساعات قليلة انتشر المقطع بشكل فيروسي محققاً آلاف المشاهدات، بينما 95% من التعليقات جاءت إيجابية ومليئة بالفخر الوطني. مايكل جونسون، الصحفي الأمريكي الذي حضر الحفل، اعترف قائلاً: "لم أتوقع هذا المستوى من المرح في مناسبة رسمية بهذه الأهمية". والأهم من ذلك، أن السعوديين باتوا يشعرون بفخر إضافي بثقافتهم وطعامهم التراثي، بينما زاد البحث عن طبق "الجريش" عالمياً بشكل ملحوظ، مما يفتح آفاقاً جديدة للسياحة الثقافية والاستثمار في التراث المحلي.
في نهاية المطاف، أثبتت هذه المزحة البسيطة أن الدبلوماسية الناعمة والثقافة الأصيلة قادرة على تحقيق ما لا تحققه المجلدات الدبلوماسية المعقدة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصبح كلمة "جريش" عالمية مثل "أوكيه"؟ وهل هذه هي صيغة المستقبل للدبلوماسية الحديثة - حيث تلتقي الرسمية بالإنسانية، والتقاليد بالحداثة، في مشهد واحد يختصر قوة الثقافة السعودية الناعمة؟