الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار في عدن يساوي 3 أضعاف صنعاء - الفارق الجنوني يدمر جيوب اليمنيين!
صادم: الدولار في عدن يساوي 3 أضعاف صنعاء - الفارق الجنوني يدمر جيوب اليمنيين!

صادم: الدولار في عدن يساوي 3 أضعاف صنعاء - الفارق الجنوني يدمر جيوب اليمنيين!

نشر: verified icon مروان الظفاري 22 نوفمبر 2025 الساعة 08:20 صباحاً

في تطور صادم يُنذر بكارثة اقتصادية حقيقية، سجلت أسعار الصرف مساء أمس فروقاً جنونية بين صنعاء وعدن تُقدر بـ 1083 ريال للدولار الواحد - رقم يعادل راتب موظف كامل في بعض القطاعات! هذا التفاوت الذي يصل إلى 300% في نفس اليوم يعني أن نفس الورقة النقدية تشتري لك وجبة كاملة في صنعاء أو قطعة خبز فقط في عدن. كل دقيقة تأخير تعني خسارة مئات الريالات من قيمة مدخراتك، والوضع يزداد سوءاً كل ساعة.

تُظهر الأرقام المُرعبة أن الدولار يُباع في عدن بسعر 1629 ريال بينما لا يتجاوز 536 ريال في صنعاء - فارق يكفي لشراء سيارة مستعملة في بعض البلدان! أم محمد، موظفة في صنعاء، تروي مأساتها بصوت مختنق: "أحاول إرسال أموال لابني الطالب في عدن، لكن المبلغ الذي كان يكفي لشهر كامل لا يكفي الآن حتى لأسبوع واحد." المشهد في محلات الصرافة مُروع: طوابير طويلة، وجوه قلقة، وأصوات مفاوضات حادة بين العملاء واليأس يرتسم على الجميع.

هذا الانقسام المالي الكارثي ليس وليد اللحظة، بل نتيجة مباشرة للحرب اليمنية التي تمزق البلاد منذ 2015. سيطرة الحوثيين على البنك المركزي في صنعاء ونقل المقر الرسمي إلى عدن خلق نظامين نقديين منفصلين تماماً. د. أحمد الاقتصادي يحذر بقوة: "هذا التفاوت أسرع وأخطر من انقسام ألمانيا الشرقية والغربية، نحن أمام انهيار اقتصادي شامل إذا استمر الوضع." الأرقام لا تكذب: حتى الريال السعودي يواجه نفس المصير بفارق 285 ريال بين المدينتين.

التأثير المدمر يضرب الحياة اليومية بلا رحمة. العائلات عاجزة عن إرسال الأموال، المرضى يموتون لعدم قدرتهم على شراء الأدوية، والتجار يُفلسون لاستحالة التخطيط المالي. أبو علي، التاجر الذكي الذي يستغل فروق الأسعار، يكشف: "أرباحي تضاعفت ثلاث مرات، لكنني أشاهد الشعب ينهار أمام عيني." محمد الصراف يقف عاجزاً أمام العملاء الباكين: "كيف أشرح لأم أن أموالها لن تكفي لعلاج طفلها المريض؟" المشهد كارثي: انهيار الطبقة الوسطى، تفاقم الأزمة الإنسانية، وفقدان كامل للثقة في النظام النقدي.

هذا الانقسام المالي يعكس تمزق بلد بأكمله، والأرقام الصادمة تُنذر بمأساة إنسانية أكبر. المستقبل يحمل سيناريوهات مُرعبة: من التوحيد المستحيل إلى الانهيار الكامل واستخدام عملات أجنبية. الحل الوحيد: تنويع مصادر الدخل فوراً، الاستثمار في أصول ثابتة، وتجنب الادخار بالعملة المحلية. السؤال المؤرق: هل سيصمد الشعب اليمني أمام هذه المأساة الاقتصادية أم أن الأسوأ لم يأت بعد؟

اخر تحديث: 22 نوفمبر 2025 الساعة 09:50 صباحاً
شارك الخبر