في تطور مفاجئ هز أوساط المجتمع السعودي، يترقب أكثر من 13 مليون مستفيد من حساب المواطن قراراً مصيرياً قد يغير حياتهم جذرياً. الحقيقة المذهلة: 720 ريال التي ستُصرف في العاشر من ديسمبر قد تكون آخر دفعة بهذا المبلغ في تاريخ البرنامج. مع انتشار أنباء قوية عن انتهاء الزيادة الملكية مع نهاية 2025، تحبس ملايين الأسر أنفاسها في انتظار إعلان رسمي يحدد مصيرها المالي.

الدفعة رقم 98 من حساب المواطن تحمل معها غموضاً غير مسبوق، حيث تؤكد المصادر الحكومية أن موعد الصرف سيكون في العاشر من ديسمبر كالمعتاد، لكن الشكوك تتزايد حول ما سيحدث بعد ذلك. "أم سارة"، أرملة تعيل ثلاثة أطفال من الرياض، تروي قلقها: "هذه الـ 720 ريال تعني كل شيء لنا... إنها فاتورة الكهرباء والماء، ومصاريف المدرسة، وأحياناً الطعام لأسبوع كامل." أصوات الإشعارات على هواتف المواطنين تحمل هذه المرة ترقباً مختلطاً بالخوف، والوجوه القلقة تتابع الشاشات بحثاً عن أي تحديث رسمي.

جذور هذا القلق تمتد إلى الطبيعة الاستثنائية لبرنامج حساب المواطن، الذي أصبح شريان حياة لملايين الأسر منذ انطلاقه قبل أكثر من ثماني سنوات. البرنامج، الذي ولد كجزء من رؤية السعودية 2030، واجه تحديات التوازن بين الدعم الاجتماعي والاستدامة المالية. د. محمد الاقتصادي، خبير السياسات المالية، يوضح: "ما نشهده اليوم يشبه تجارب دول الرفاه الأوروبية في الستينيات، عندما اضطرت لإعادة تقييم برامج الدعم." التحديات الاقتصادية العالمية وضغوط الميزانية العامة تلقي بظلالها على مستقبل البرنامج، مما يجعل كل دفعة محتملة الأخيرة.

التأثير على الحياة اليومية للمواطنين يتجاوز مجرد الأرقام المالية. "خالد العتيبي"، موظف حكومي وأب لأربعة أطفال، يشرح كيف غيّر حساب المواطن حياته: "استطعت تحسين تعليم أطفالي، وحتى ادخار مبلغ صغير للطوارئ." لكن السيناريوهات المحتملة للمستقبل متباينة بشدة - من استمرار الدعم بمستوياته الحالية إلى إعادة هيكلة كاملة أو حتى إلغاء البرنامج. ملمس الأوراق النقدية التي يوفرها البرنامج شهرياً، وطعم الأمان المالي النسبي الذي يحققه، قد يصبح مجرد ذكرى إذا تحققت أسوأ التوقعات. "نورا المطيري"، مستفيدة منذ بداية البرنامج، تقول بحزن: "هذا الدعم ساعدني في تربية أولادي... لا أعرف ماذا سأفعل بدونه."

مع اقتراب موعد الإعلان الرسمي، تبقى النصيحة الذهبية للمواطنين هي متابعة القنوات الرسمية وعدم الانجرار خلف الشائعات. التخطيط المالي الذكي وتنويع مصادر الدخل أصبحا ضرورة حتمية في ظل عدم اليقين. السؤال الذي يؤرق الملايين يبقى معلقاً: هل ستكون دفعة ديسمبر الأخيرة بهذا المبلغ؟ الإجابة خلال الأيام القليلة القادمة ستحدد مصير الأمان المالي لملايين الأسر السعودية، وقد تعيد تشكيل خريطة الدعم الاجتماعي في المملكة إلى الأبد.