في تطور صاعق هز الجاليات العربية حول العالم، فعّلت الولايات المتحدة عند الساعة 12:01 من ليل التاسع من يونيو قراراً تاريخياً يوقف نهائياً دخول المواطنين اليمنيين إلى أراضيها، في ضربة مدمرة طالت أحلام أكثر من 350 ألف يمني يعيشون على الأراضي الأمريكية. "بجرة قلم واحدة، حطم البيت الأبيض آمال آلاف الأسر اليمنية"، كما وصف المراقبون هذا القرار الذي لا يقبل الاستئناف أو التأجيل.
فاطمة محمد، أم يمنية في نيويورك تنتظر وصول أطفالها الثلاثة منذ عامين، انهارت بالبكاء لحظة سماع الخبر: "شعرت وكأن الأرض انشقت تحت قدمي، أطفالي محاصرون هناك وأنا هنا عاجزة تماماً." القرار الرئاسي الصادر عن البيت الأبيض يستند إلى "مخاوف تتعلق بالأمن القومي وغياب سلطة مركزية تتحكم في إصدار وثائق السفر" حسب وزارة الخارجية الأمريكية، ويشمل جميع فئات المهاجرين وغير المهاجرين باستثناء حاملي التأشيرات الصادرة قبل تاريخ التنفيذ.
هذا القرار ليس الأول من نوعه، فقد شهدت المنطقة قرارات مماثلة استهدفت دولاً عربية وإسلامية أخرى منذ تصاعد التوترات الأمنية. الدكتور سالم الأهدل، خبير القانون الدولي بجامعة نيويورك، يحذر: "هذا القرار يمثل نقطة تحول خطيرة في السياسة الأمريكية تجاه اليمن، والوضع المتدهور في البلاد منذ 2014 وتعدد السلطات جعل الأمر أكثر تعقيداً." المقارنات التاريخية تشير إلى تشابه مقلق مع حظر الهجرة الصيني في القرن التاسع عشر، مما يثير مخاوف من تكرار التاريخ المؤلم.
التأثير الفوري للقرار بدأ يظهر في الشوارع الأمريكية، حيث تدفقت المئات على مكاتب المحاماة المتخصصة في قانون الهجرة. عبدالله صالح، طالب طب يمني في شيكاغو، يصف حالة الذعر: "لم أنم ليلة واحدة منذ الإعلان، أخشى من فقدان منحتي الدراسية وضياع حلم أن أصبح طبيباً لأساعد شعبي." أحمد الحضرمي، محامي الهجرة اليمني الشهير، يتوقع موجة دعاوى قضائية ضد القرار: "سنحارب هذا القرار بكل الوسائل القانونية المتاحة، فهو يخالف مبادئ العدالة الأمريكية." السيناريوهات المحتملة تتراوح بين استمرار الحظر لسنوات أو تدخل قضائي محتمل لوقفه، بينما تبحث الأسر المتضررة عن بدائل للهجرة إلى كندا وأستراليا.
هكذا تحولت ليلة التاسع من يونيو إلى كابوس حقيقي للجالية اليمنية في أمريكا، في قرار يعمق المأساة الإنسانية لشعب يعاني أصلاً من واحدة من أسوأ الأزمات في العالم. مع غياب أي رد فعل رسمي يمني حتى اللحظة، تبقى الأسئلة الأكبر معلقة: هل هذا مجرد البداية لمزيد من القيود على العرب والمسلمين؟ وماذا عن مصير آلاف الأسر المشتتة عبر المحيطات؟