اخترع 13 جهازا، وحصل على المركز الأول في سويسرا من بين 16 دولة مشاركة في هندسة الكاميرات السينمائية
طلبتُ من الحكومة مساعدتي في تسجيل اختراعاتي باسم اليمن فأحرجوني بأن علاج مريض بتكلفة التسجيل أحق..!!
* تمنيت ألا يحضر السفيرين الياباني والصيني حفل تسليمي شهادة براءة الاختراع.!!
* سُرق مني جهاز حماية الأطفال من الأشعة المنبعثة من التلفزيون وموجود حالياً بالاسواق
* عدم عضوية اليمن في منظمة حماية الملكية الفكرية حال دون تسجيل اختراعي في سويسرا
* تسجيل الاختراع باسمي يكلف 5500 دولار ولاني لاامتلك المال لم استطع تسجيلها الى الان
* احترعتُ جهاز (الأوتوكيو) عام 1979 وكان أول من قرأ به احمد الذهباني وأمة العليم السوسوة، وتم تصنيعه وتسويقه عام 1994م
* إنشغال زوجتي بالاولاد وحريق اللحمة جعلني اخترع جهاز (بيجر هوس) لقياس الحرارة
* كافأتني الحكومة بـ40 الف ريال والتقاعد وخصم العلاوات، وراتبي الشهري يتم نهبه..!!
* احلم بهيئة مستقلة للاشراف على المبدعين والمخترعين تكون بعيدة عن السياسة والحزبية
* اتمنى الا أكون تحت رحمة شيخ أو ضابط، وان المسؤول الكبير قريب مني وسينصفني لو شكيت
* يجب ان تعلم الحكومة وقيادة البلاد ان الثروة الحقيقية هي العقل وليست البترول او المال..
جاء من المعاناة، التي خلقت فيه المثابرة، التحق بدار الأيتام في الصغر؛ حيث تلقى تعليمه الأولي؛ وصولاً إلى دولة الكويت التي وصلها يافعا، وتخرجه من معهد الدراسات العلمية في مجال صيانة وإصلاح التجهيزات الالكترونية المرئية والسمعية ذات الاستخدامات المنزلية، ثم الاعلان عن اختراعه 13 اختراعا اليكترونيا، وانتهاءً بتتويجه في العاصمة السويسرية بالمركز الأول من بين 16 دولة مشاركة في مجال هندسة الكاميرات السينمائية.
"أعيدوا لحياتي توهجها.. أعيدوا لحياتي جوهرها قبل أن تذبُل براعم الورد الجميلة في قلبي نحو أبنائي ووطني"، قالها المهندس محمد العفيفي مصحوباً بتنهيدة يصدع لصداها الكون كما لو أن نجماً خر من السماء..!!.
في لحظة هو هنا، وفي غيرها يختفي، وفي ثالثةٍ كان هناك؛ على يقظة طوال الوقت، وكل ذلك من أجل تلك اللحظة الوجيزة في معانقة الحلم - براءة الاختراع - ليرفع شأن الوطن عالياً.
لقد أدرك أنه صوتٌ مهجورٌ بعد لذة شقاء طويل بقرب الدوائر الكهربائية والمكثفات الاليكترونية، يبذل قُصارى جهده، ومابقي من جسده النحيل لإنجاز شيء ما، وفي غير موعد مع الألم، وفي ليلة غاب عنها القمر، وجد نفسه بمؤهل "لايقرأ ولايكتب" في إفادة المسح الوظيفي المُقدم للخدمة المدنية رداَ على طلب التحسين الوظيفي بمكر ودهاء لايتوفر إلا في تاجر البندقية في مسرحية شكسبير..!!
ليعود مرة أخرى للمعاناة بلقب الشرف "أديسون" في جلبة مكتب حافل بالشهادات وصور الألبومات بلا مكانة تقديرية من ذوي القربى، ولا إنصاف من المسؤولين المناط بهم رعايته وامثاله.. وكما غادر دار الأيتام، طفلا يتيما شاحب الوجه، هاهو المخترع العظيم، شائب الرأس، شاحب الوجه، غائر العينيين، العازف على أوجاعه، يُمسي رهين الألم والوحدة، "تعيس الحظ" حسب قوله.
هذا هو "أديسون اليمن"، الذي قضى أكثر من 37 خريفا ليله مع نهاره خدمة للتلفزيون اليمني.. هاهو شاهد حي على تقاعس الجهات المختصة من دعم ابتكاراته، ومع ذلك ما يزال قادرا على العطاء والإبداع والابتكار يحده أمل في أن ترى ابتكاراته المتعددة النور وأن يعود الحق لأهله مهما طالت الأيام.
إنها قصة مأساوية لرجل بلغ 63 عاما قضى معظمه خدمة لمهنته ولوطنه، وأصبح مستعدا أن يدافع عنه بكل ما أوتي من قوة، وخرج من الحلبة بدون حزام ذهبي أو بسمة ارتياح أو عاطفة سلام.
سنضع السياسة والسياسيون هذا الأسبوع، ونترك المجال لهذا العقل اليمني أن يُسرف في حديثه للناس ليقول لهم: لقد أسرفت حكوماتكم في إهمال مبدعيها، وتركتهم يموتون جوعا، وسرقت رواتب ما عملته أيديهم وعرقت لأجله جباههم.. المهندس محمد علي العفيفي، مدير الصيانة بالتلفزيون اليمني نموذج من عشرات العقول اليمنية التي تعاني التهميش والإهمال..
حاوره- أحمد الصباحي - ياسر الجرادي..
* مهندس محمد، مؤخرا حصلتَ على براءة اختراع من بين 13 يمني، كيف جاء إعلان حصولك عليها؟
- الحمدلله 33 سنة وأنا أناضل، والشكر الكثير لأني وجدت رجالا في وزارة الصناعة خصوصا إدارة حماية الملكية الصناعية، رجال يحبون اليمن، واتفق حبي وحبهم فكان أن ناضلوا حتى إدخالنا إلى اتفاقية باريس للملكية الصناعية، وقد حصلتُ عليها في المعرض اليمني الأول للاختراعات الذي أقامته وزارة الصناعة والتجارة.
* اليمن حصلت على 13 براءة اختراع، ماذا عن الدول الأخرى؟
- نعم، بالنسبة لنا كنا 13 يمني، و22 ياباني، و8 أمريكيين، و2 بريطانيين، والماني، وفرنسي، وتشيكوسلوفاكي.
* على أي جهاز أو اختراع حصلت على البراءة؟
- براءة اختراع جهاز كاشف للحالات النفسية والعصبية للأجسام البشرية عن بُعد، ومهامه يقوم بالتقاط التيارات الكهرومغناطيسية الصادرة عن جسم الإنسان ويحولها إلى جهود كهربائية، ومن خلالها نعرف فيما إذا كان الإنسان عايش في المستوى الطبيعي أم لا، عندما يكون متفائل تكون قوة الحث المغناطيسي في جسمه كبيرة، وبالتالي هو يعمل تمايز بين شخص طبيعي وشخص غير طبيعي.
* من الذي ساهم بحصولك على براءة الاختراع، خصوصا أنك عانيت من عدم حصولك على هذه البراءة في اختراعات أخرى؟
- الحمد لله جاءت بجهود الأخ عبده الحذيفي مدير عام براءة الاختراع، وفاروق حزام المخلافي في وزارة الصناعة.. هؤلاء شباب غير عاديين يحبون وطنهم، أنا بصراحة انصدمت عدة مرات وهم ساعدوا على إيصال ودخول اليمن إلى اتفاقية باريس لحقوق الملكية الفكرية، وبالتالي استطعت تسجيل اختراعي وحصلت على البراءة.
* في حفل تسليمك لبراءة الاختراع تمنيت أن لا يحضر السفير الياباني.. لماذا؟
- "يضحك"، تمنيت الا يحضر السفيرين الياباني والصيني؛ لأنهم من نظرة واحدة؛ وما "يجي" أسبوع إلا وقد الجهاز يُباع في الاسواق، وانت تعرف ان الاختراع بحد ذاته هو فكرة، وأنت اطرحها للطباخين يطبخوها.
* هل تخوفك هذا يعني أنك تعرضت لسرقة اختراعات سابقة لك؟
- نعم، سرقوا جهاز حماية العيون والأطفال من أشعة الكاثودين المنبعثة من شاشة التلفزيون، والآن هناك شركات تصنع هذا النوع من الأجهزة، حيث ينطفئ الجهاز بمجرد ما تقترب من الشاشة ويبلغك أن تبتعد قليلا من أجل مواصلة برامج التلفزيون.
* كيفية الآلية التي ينطفئ بها التلفزيون؟
- الجهاز في هذه الحالة ينطفئ تماما، لأن قوة الإشعاع تؤثر على العين والخلايا الضوئية الموجودة في العين، لأن العين فيها أكثر من 12 مليون خلية ضوئية، منها 7 مليون خلية قضبان وحوالي 4 مليون خلية من المخاريط التي تميز الألوان، فبمجرد انصدام الأشعة الضوئية بالعين تتأثر جدا وتقتل الخلايا الموجودة وتقل نسبة الرؤية لدى الإنسان.
* لماذا لم تشتكِ بالشركة التي سرقت اختراعك؟
- لمن تشتكي، الملاحقة القضائية تحتاج جهد وسفر وتوكيل محامين واموال كثيرة؛ وأنا لو كنت أمتلك المال لسجلت براءة اختراعي في سويسرا في حقوق الملكية.
* هل كنت تستطيع أن تسجل اختراعاتك، وتمنع السرقة عنها؟
- نعم كنت أستطيع، اتصلت بالسويسريين في ذلك الوقت، قلت لهم معي اختراع، وبعثتُ لهم رسالة، وقالوا لي لاتستطيع أن تسجلها عندنا لأن اليمن ليست عضوه في منظمة حماية الملكية الفكرية، لكن كان هناك حل آخر هو أن يتم تسجيل هذا الاختراع باسمي أنا شخصيا مقابل دفع مبلغ 5500 دولار مايعادل 7000 فرنك سويسري، وأنا لم أكن أستطيع أن أدفع هذا المبلغ.
* جهود الحكومة ومساعدتها
* لماذا لم ترجع إلى الحكومة اليمنية، لتساعدك في دفع هذا المبلغ؟
- الحكومة رجعت إليها وأبلغتهم، وقالوا نحن لانستطيع أن نعمل لك شيء، وبرروا موقفهم من باب إنساني، قالوا لي ماهو الأَو�'لى: أن ندفع لك هذا المبلغ لتسجيل براءة اختراع، أم نصرفه لمريض يعاني من أي مرض خبيث كالسرطان والكبد وغيره، عندها انكسرت لأنهم وضعوني في موقف إنساني محرج للغاية ولا يمكن أن أجادلهم في هذا الشيء.
* طيب بالنسبة لسرقة اختراعاتك كيف تم سرقتها؟
- الحقيقة أن أغلب اختراعاتي تم تناولها عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، وبعض اختراعاتي تبادلتها وسائل الإعلام المرئية واستطاعت شركات كبيرة لديها مصنعون أذكياء أن يلقطوا الفكرة وبدؤوا بالعمل عليها، لأن لديهم الإمكانيات العالية والتشجيع والإنتاج.
* هل مجرد الفكرة النظرية تكفي لسرقة الاختراع؟
- الحقيقة أنني غلطت عندما جبت نموذج وعرضته على التلفزيون وشرحت تفاصيله كاملة، وكيف يعمل، وكيفية إدارته، ومن هنا وصلت الفكرة بالنسبة للصانعين، واذكر أنه تم استدراجي إلى دبي وكنت في ضيافة شركة عملاقة وعرضتُ لهم جهاز الشم للتلفزيون، وفوجئت بعد ست سنوات بقناة الجزيرة وهي تذيع أن شركة يابانية وشركة كورية تمكنتا من إدخال الرائحة على بعض الأجهزة..!!.
* كيف يعمل هذا الجهاز؟
- هذا ابتكار موجود حاليا، وفكرته أن يتم إدخال حاسة الشم في التلفزيون، بحث أنك تشم الروائح التي تشاهدها في التلفزيون كالعطور والبخور وغيرها من الروائح، وعندما تشاهد التلفزيون أي شيء له رائحة تستطيع أن تشم رائحته.
* معقول أن التلفزيون يحتفظ بالرائحة في كل البرامج التي يعرضها؟
- نعم، فالاختراع يقوم على أساس أن الرائحة يمكن أن تسجل على شريط وتستطيع أن تشمها في أي وقت كما استطعنا تجفيفها في الند والبخور.
* وهذا الشيء مجرب حاليا؟
- نعم موجود، وهناك شركات تصنع هذا الابتكار.
* أيش اخترعت غير ذلك؟
- من ضمن ما اخترعت، كان جهاز (الأوتوكيو) جهاز القارئ الذي يُساعد المذيع على قراءة النشرة من شاشة أمامه، وهو موجود حاليا تعمل به كل الفضائيات في العالم، وتم استيراده إلى اليمن عام 1994م.
* متى اخترعت هذا الجهاز؟
- اخترعته في عام 1979م، وجربته وعمل عليه المذيعون، وكان ممن عمل به الأستاذة أمة العليم السوسوة وأحمد الذهباني، وأذكر أن أحمد الذهباني كان أول من قرأ على هذا الجهاز وبدا للناس كأنه يقرأ النشرة غيبا، وفي اليوم الثاني تحدث الناس عن الذهباني كيف أنه يقرأ النشرة غيبا، حتى أنه جاء إلي�' يشكرني وقال لي لقد صنعتني عند الجمهور وجعلت الناس كلهم يتحدثون عني بسبب جهازك.
* كم استمر العمل على هذا الجهاز في التلفزيون؟
- استمر العمل على هذا الجهاز حوالي 6 أشهر، ثم أوقفوه لأسباب خاصة بي أنا، حيث كان المفترض أن أشغل لهم هذا الجهاز يوميا وأنا لم أكن على استعداد للتفرغ لهذا العمل لأني كنت أعمل في ورشة كانت أفضل بالنسبة لي من العمل بإضافي، وتم ترك هذا الجهاز حتى جاء عام 94م وتم استيراد الجهاز الحالي "الاوتوسكربت"..
* ماذا عن جهاز (بيجر هوس) الذي سمعتك تتحدث عنه قبل قليل؟
- هذا الجهاز أنا اخترعته عندما كنت أشتري اللحمة وتطبخها زوجتي وتقول لي أنها احترقت، أقول لها ليش يا بنت الحلال؟ تقول لي كنت مشغولة مع الأولاد، مع الجيران.. أهم شيء بدأت أفكر في صناعة جهاز يساعد في التنبيه على هذا الأمر.
وفكرة هذا الجهاز تقوم على أساس أنه يعطي استشعار بدرجة الحرارة اللازمة للنضوج المعين للطبخ ثم يرسل عبر جهاز الإرسال انذار وجرس يصل لمسافة 500 متر داخل البيت والحوش ويصل إلى السطح، فعملت هذا الجهاز وتم ربطه على الضغاطة، أو يتم الاستفادة منه في اشياء أخرى غير الطبخ، مثل الرعاية الصحية، حيث اذا ارتفعت درجة حرارة المريض عن المعدل اللازم يصدر هذا الجهاز للممرضة كتنبيه ان هذا المريض ارتفعت درجة حرارته، أيضا بالنسبة للاطفال لأن الطفل اذا ارتفعت درجة حرارته أكثر من اللازم قد يؤدي ذلك إلى أمراض خطيرة مثل الشلل لاقدر الله.
* سمعت انك متفوق في أجهزة الإنذار، حدثنا عن اختراعاتك في هذا المجال؟
- هناك جهاز اسمه جهاز الإنذار المبكر للمنشآت، حيث تقوم فكرته على أساس ربطه بالتلفون بحيث يعطيك اتصالات تنبهك أن هناك من يريد اقتحام منزلك، ولديه ايضا كاميرا ترصد اتجاهاته وهو لايعلم بالموضوع، ومثلا قد تكون خارج البيت وجاء المغرب وأنت مش موجود بالبيت، فأنت تعطي لهذا الجهاز أوامر أن يضيء الغرفة الفلانية لمدة نصف ساعة ثم يطفئها ويولع الثانية وهكذا، من أجل أن يظن الذي يفكر بسرقة بيتك أن هناك أشخاص موجودين في البيت ويتنقلون من غرفة إلى أخرى والدليل إطفاء وإنارة الغرفة، أيضا تستطيع أن تعطي هذا الجهاز أمر بتشغيل السخانة قبل أن تصل إلى البيت بربع أو نصف ساعة مثلا.
* طيب وجهاز إنذار التدخين في التلفزيون؟
- هذا الجهاز يتم عن طريق أي شخص ُيدخن والتلفاز شغال، على طول التلفزيون يتوقف ويصدر إنذار "الرجاء توقف عن التدخين حتى يواصل بث برامجه" وقد عرضتُه على قناة السعيدة في برنامج عقول يمانية.
* يهمني رفع اسم اليمن..!!
* طيب مهندس محمد، ما دام وعندك كل هذه الإمكانيات العقلية في جانب الاختراعات لماذا لم تتقدم إلى شركة أجنبية للعمل معها طالما هناك إهمال حكومي لإبداعاتك؟
- أنا اخترعت أجهزة، وكان حلمي ماذا سيكون دور الدولة في اختراعاتي، كنت أتمنى تسويقها ووصولها إلى أيدي الناس من أجل إسعاد الآخرين، ومن أجل أن يقال أن اليمنيين ساهموا في إسعاد الإنسانية.
أنا جاءتني فرصة عمل في شركة عملاقة بسويسرا، كان ذلك عندما كنت ممثل اليمن من ضمن 16 دولة مشاركة في دبلوم "بوليكس" وجئت أنا الأول في الدفعة، وطلبوا مني ان أعمل معهم، وكان لدي�' حينها ستة أولاد ونظام التأمين الصحي عندهم لايقبل إلا بطفلين، عندها فضلت أن أعود إلى اليمن لأني كنت أفضل العمل في اليمن من أجل أن أخدم بلدي، التراب اليمني كله بالنسبة لنا هو ذهب في أي مكان، العالِم أو المفكر يجب أن يكون ولاءه وحبه ومذهبه هي بلاده، وكنت منتظرا أن تدعمني الدولة لكن الإهمال طالني كثيرا ولم احصل على شيء.
* ماذا كنت تقصد من اختراعاتك هل هو الثراء مثلا؟
- لا، لم يكن الثراء.. إنما كان قصدي أن أحصل على مؤهل تاريخي يوصل رسالة أن الإنسان اليمني قادر يسهم في إسعاد الإنسانية، والكثير يسألوني كم الثراء من بيع هذه الأجهزة، قلت لهم أنا أمتلك ثروة هائلة وتقدر بأكثر من 30 مليون يمني وعربي يكنوا لي الحب والاحترام، ومن يمتلك ثورة الأرض لا يمكن أن يحصل على هذا الاحترام والحب بالمال، فهذه تعتبر ثروة بالنسبة لي، وهذا سبب تشجيعي، ولذلك لم أصل إلى منطقة اليأس.
كانت ثروتي هو انتزاع احترام الآخرين، وقد ذكرت هذا الكلام في العديد من اللقاءات التي اجريت معي سواء في الصحف او الفضائيات..
والاختراع ليس بالثراء، هناك دول خليجية تحاول أن تسجل اسم خليجي مخترع، على أساس أن سجلات العالم تقول ان البلد الفلاني أسهم في إسعاد الإنسانية بذلك الاختراع، فأنتم يا يمنيين ما هو الشيء الذي أسهمتم به ان كان أجدادكم أسهموا من قبل فهذا شأنهم لكن الآن ماذا أسهمتم!
* هل كانت هذه غايتك؟
- نعم، أنا غايتي هي إيصال رسالة إلى الإنسانية ان الإنسان اليمني وأحفاد اليمنيين قادرين ان يكونوا مثل اباءهم وأجدادهم، كون أجدادنا أرسلوا المعلمين وألفوا وامتلكوا بلاد العرب والعجم، فأنا أتذكرهم وأحس بفخر هويتي ويمنيتي وانتمائي القومي العربي، وأحس بأجدادي.
تخيل، هناك ناس مشهورين في جامعات، ومشهورين في التاريخ بدول أخرى عندما تجي تشوف تجد أن اصولهم يمنية، مثل الملكة بلقيس التي تدعي أثيوبيا أنها اثيوبية، ولكن القرآن ذكر أنها من اليمن.
* أين المشكلة برأيك في اليمن بخصوص هذا الجانب؟
- أنا أقول: هل تربة هذه الأرض اليمنية قادرة على أن تنجب عقول أم لا؟! تخيل لنا خمسين سنة من الثورة.. الثورة جاءت عشان تنور العقل، نحن ثرنا عشان ننور العقل، نحن لم نثُر من أجل الأمن والجوع، الجوع كان في العالم العربي كله لكن كنا متخلفين عقليا ولم يكن يتاح لنا القراءة، لم يكن هناك مدارس تستوعبنا، وجاءت الثورة.
المفترض أننا في العيد الخمسين "الذهبي" للثورة أن نقول تعالوا يا مبدعين، ونشجعهم وندعمهم. الثورة لها خمسة عقود، جيب لي خمسة ألف عقل يمني أنتجتها الثورة، في كل عشر سنوات ألف عقل يمني مثل أحمد جابر عفيف الذي له تاريخه، كان ينزل يُدرس بنفسه، هذا من الجيل القديم، طيب أين الجيل الجديد؟!.
إذا كنا فاشلين، نغير سياستنا التعليمية، أما نقعد نواصل في الفشل فهذا خطأ، عندنا الآن أكثر من 15 جامعة، مامخرجاتها؟، مخرجاتها ناس فاشلين، وشهادات لا تُسمن ولا تُغني من جوع، المفترض أن تتحول اليمن بعد الثورة إلى ورشة صناعية تحول كوادر ميدانيين في العمل، خمسين سنة ماذا أنتجنا، حتى الآن وما يزال لدينا خبراء أجانب نعتمد عليهم في كل شيء.
* كيف يمكن أن نحسن من مستوى الاختراع في اليمن ونشجعه؟
- اعتقد ان على رجال الأعمال في اليمن أن يدعموا هذا، وأن لا ينتظروا الربح من أول مرة، لماذا لايفتح رجال الأعمال ورشة وينتجوا مواد خام من عقول يمنية، ويربحوا أرباحا معقولة مبدئيا، ومع الأيام ستتطور البلاد ويتطور اقتصادها وسيربحون أكثر.
القطاع الأهلي يريد الربح المباشر والسريع، ولايمكن أن يقبل بالتضحية من أجل دعم أفكار المبدعين، تخيل لو أن كل انسان فكر أن التكلفة الخاصة بصناعة الطائرة ستصل إلى 50 مليون دولار، سيتوقفون عن صناعتها..
* كيف وضعك الآن في العمل بالإذاعة خصوصا وقد قضيت فيها أكثر 37 عاما؟
- لن تصدق كيف وضعي.. "يعض شفته كناية عن الاسف والحنق من الوضع الذي وصل اليه"، تصور أنا محروم لم يعطوني طبيعة عملي، قالوا أني متقاعد وخصموا علي�' ثلاث علاوات، وأنا عمري ما انقطعت عن العمل، وإلا كان يعطوني إخلاء طرف وأوراقي ويقولوا اذهب إلى الصندوق ويحسنوا وضعي وينتهي الموضوع.
هم قاعدين يعبثوا بنا عبث، كنت أتمنى عنصر مهم في الإذاعة والتلفزيون، تخيل هناك أكثر من 4000 موظف، كم منهم حصل على شهادة مميزة في عمله، والمفروض انعكاسا للأجيال القادمة يكون هناك حث وتشجيع، تخيل قلت لهم أنا حصلت على براءة اختراع كذا، وشهادة كذا، ارجو أن تحسنوا وضعي، شجعوني؟ وبعد مراجعات يقوموا يحولوا لي خمسين ألف ريال ويخصموا حق الدمغة يطلع المبلغ أربعين ألف"اقل من 200 دولار!!"..
قلت لهم هل قيمة العقل عندكم بهذا الشكل!! أنا لو تقدمت بالورقة وشهادة البراءة إلى عاقل الحارة كان يعطيني 200 ألف على الأقل.
هذا دليل على أن وعيهم ليست المادة فقط، بل وعدم الاحترام والتكريم، أنت تشتغل بمؤسسة كبيرة، وتكريم العامل تكريما لك، وفي نفس الوقت يعكس ثقافة من هم المسؤولين، كيف الآن يريدون أن يقاعدونا وقد سرقوا علاواتنا وطبيعة عملنا، هل يتوقعوا من الجيل القادم أن يكون أمين على مستحقات المؤسسة؟! إذا كان شخص ضحى بعمره ويطلع صفر، لايوجد حس وظيفي، ولا أخلاقي، أنا كنت اشتغل ليل نهار في التلفزيون وكنت ألقى البسمة والارتياح، المسألة ليست مسألة مال، لكن الآن لا يوجد شيء من هذا ولا ذاك، الآن يغالطوني بمستحقاتي، راتبي الأساسي يتم نهبه.
* حتى الحكومة الجديدة لم تلتفت إليك؟
- المشكلة ليست مشكلتي أنا فحسب، الآن اليمن بدأت تمنح شهادات براءة اختراع، وهذا جيد، وهذا الذي كنا نطلبه من زمان. الآن معك 13 يمني حصلوا على براءة اختراع بعد جهد جهيد وتعب شديد، ماذا نعمل لهم.. الدولة يجب أن تحتويهم وتشجعهم.
يا أخي هناك لوبي يُطًير الناس، ونحن نريد هيئة مستقلة، يشرف عليها ناس شرفاء.. الشرفاء شعارهم ليس حزبيا وإنما شعارنا حب الأرض وتمكين الأرض، ويكون همي الأول هو عقلك.
التوجه السياسي فشل في فشل، أنا ما "يهمنيش" التوجه السياسي، أنا يهمني هو بلادي، وعملك في الميدان يبرهن أنك تحب البلد هذا وتحاول أن تسعد الإنسان.
* ماذا تقول للحكومة عبر "إيلاف"؟
- أقول لأصحاب القرار، لدينا 13 شخص حصلوا مؤخرا على براءة اختراع، يجب أن يجعلوا لهم رعاية خاصة ويدرسوا حالاتهم، لأن الثروة هي العقل وليست البترول، العقل هو أهم شيء.
* هل هذا كل ما تتمناه من المسؤولين؟
- أمنيتي أن أحس أن المسؤول الكبير أقدر أوصل له، وهو يقدر يوصل لي، وإذا شكيت له ينصفني، لا أريد أن أكون خاضع تحت رحمة شيخ أو تحت رحمة ضابط.
* هل من شيء آخر تود قوله؟
- أشكر كل وسائل الإعلام التي تهتم بجانب الإبداع، هناك أناس كثير لهم إبداع ولا بد أن يكونوا في بالكم، وتثيرون الدولة على عدم اهمالهم، لأننا سنكون شاهدين على إهمالهم.
ضيفنا في سطور:
- المهندس محمد علي العفيفي
- من مواليد 1949م- محافظة عمران
- بدأ دراسته بدار الأيتام
- التحق بالعمل بالتلفزيون منذ تأسيسه في المجال الهندسي.
- درس الهندسة الإذاعية والتلفزيونية في كلية "ماركوني" في بريطانيا ثم سافر للدراسة في نفس المجال في كل من المانيا وسويسرا
- درب العديد من الكوادر الهندسية في مجال الاذاعة والتلفزيون
- شارك في العديد من المهرجانات التقنية والعملية المتعلقة بهندسة الاستديوهات والراديو والتلفزيون.
- اسهم بفاعلية في المجال الهندسي ومجال الإرسالات التلفزيونية والاذاعية
- يعد من الجنود المجهولين الذين اسهموا في تطوير التلفزيون اليمني منذ افتتاحه حتى اليوم.
- له العديد من الاختراعات في مجال الأجهزة المرتبطة بالمجال الهندسي في الاذاعة والتلفزيون وقد لُقب بأديسون اليمن في وسائل الإعلام.
- حصل مؤخرا على براءة اختراع في جهاز كاشف للحالات النفسية والعصبية للأجسام البشرية عن بُعد.
- يشغل حاليا مديرا لإدارة الصيانة لقناة اليمن الفضائية والأولى.
- متزوج وله عشرة أولاد.
*نقلاً عن صحيفة إيلاف الأسبوعية..
طلبتُ من الحكومة مساعدتي في تسجيل اختراعاتي باسم اليمن فأحرجوني بأن علاج مريض بتكلفة التسجيل أحق..!!
* تمنيت ألا يحضر السفيرين الياباني والصيني حفل تسليمي شهادة براءة الاختراع.!!
* سُرق مني جهاز حماية الأطفال من الأشعة المنبعثة من التلفزيون وموجود حالياً بالاسواق
* عدم عضوية اليمن في منظمة حماية الملكية الفكرية حال دون تسجيل اختراعي في سويسرا
* تسجيل الاختراع باسمي يكلف 5500 دولار ولاني لاامتلك المال لم استطع تسجيلها الى الان
* احترعتُ جهاز (الأوتوكيو) عام 1979 وكان أول من قرأ به احمد الذهباني وأمة العليم السوسوة، وتم تصنيعه وتسويقه عام 1994م
* إنشغال زوجتي بالاولاد وحريق اللحمة جعلني اخترع جهاز (بيجر هوس) لقياس الحرارة
* كافأتني الحكومة بـ40 الف ريال والتقاعد وخصم العلاوات، وراتبي الشهري يتم نهبه..!!
* احلم بهيئة مستقلة للاشراف على المبدعين والمخترعين تكون بعيدة عن السياسة والحزبية
* اتمنى الا أكون تحت رحمة شيخ أو ضابط، وان المسؤول الكبير قريب مني وسينصفني لو شكيت
* يجب ان تعلم الحكومة وقيادة البلاد ان الثروة الحقيقية هي العقل وليست البترول او المال..
جاء من المعاناة، التي خلقت فيه المثابرة، التحق بدار الأيتام في الصغر؛ حيث تلقى تعليمه الأولي؛ وصولاً إلى دولة الكويت التي وصلها يافعا، وتخرجه من معهد الدراسات العلمية في مجال صيانة وإصلاح التجهيزات الالكترونية المرئية والسمعية ذات الاستخدامات المنزلية، ثم الاعلان عن اختراعه 13 اختراعا اليكترونيا، وانتهاءً بتتويجه في العاصمة السويسرية بالمركز الأول من بين 16 دولة مشاركة في مجال هندسة الكاميرات السينمائية.
"أعيدوا لحياتي توهجها.. أعيدوا لحياتي جوهرها قبل أن تذبُل براعم الورد الجميلة في قلبي نحو أبنائي ووطني"، قالها المهندس محمد العفيفي مصحوباً بتنهيدة يصدع لصداها الكون كما لو أن نجماً خر من السماء..!!.
في لحظة هو هنا، وفي غيرها يختفي، وفي ثالثةٍ كان هناك؛ على يقظة طوال الوقت، وكل ذلك من أجل تلك اللحظة الوجيزة في معانقة الحلم - براءة الاختراع - ليرفع شأن الوطن عالياً.
لقد أدرك أنه صوتٌ مهجورٌ بعد لذة شقاء طويل بقرب الدوائر الكهربائية والمكثفات الاليكترونية، يبذل قُصارى جهده، ومابقي من جسده النحيل لإنجاز شيء ما، وفي غير موعد مع الألم، وفي ليلة غاب عنها القمر، وجد نفسه بمؤهل "لايقرأ ولايكتب" في إفادة المسح الوظيفي المُقدم للخدمة المدنية رداَ على طلب التحسين الوظيفي بمكر ودهاء لايتوفر إلا في تاجر البندقية في مسرحية شكسبير..!!
ليعود مرة أخرى للمعاناة بلقب الشرف "أديسون" في جلبة مكتب حافل بالشهادات وصور الألبومات بلا مكانة تقديرية من ذوي القربى، ولا إنصاف من المسؤولين المناط بهم رعايته وامثاله.. وكما غادر دار الأيتام، طفلا يتيما شاحب الوجه، هاهو المخترع العظيم، شائب الرأس، شاحب الوجه، غائر العينيين، العازف على أوجاعه، يُمسي رهين الألم والوحدة، "تعيس الحظ" حسب قوله.
هذا هو "أديسون اليمن"، الذي قضى أكثر من 37 خريفا ليله مع نهاره خدمة للتلفزيون اليمني.. هاهو شاهد حي على تقاعس الجهات المختصة من دعم ابتكاراته، ومع ذلك ما يزال قادرا على العطاء والإبداع والابتكار يحده أمل في أن ترى ابتكاراته المتعددة النور وأن يعود الحق لأهله مهما طالت الأيام.
إنها قصة مأساوية لرجل بلغ 63 عاما قضى معظمه خدمة لمهنته ولوطنه، وأصبح مستعدا أن يدافع عنه بكل ما أوتي من قوة، وخرج من الحلبة بدون حزام ذهبي أو بسمة ارتياح أو عاطفة سلام.
سنضع السياسة والسياسيون هذا الأسبوع، ونترك المجال لهذا العقل اليمني أن يُسرف في حديثه للناس ليقول لهم: لقد أسرفت حكوماتكم في إهمال مبدعيها، وتركتهم يموتون جوعا، وسرقت رواتب ما عملته أيديهم وعرقت لأجله جباههم.. المهندس محمد علي العفيفي، مدير الصيانة بالتلفزيون اليمني نموذج من عشرات العقول اليمنية التي تعاني التهميش والإهمال..
حاوره- أحمد الصباحي - ياسر الجرادي..
* مهندس محمد، مؤخرا حصلتَ على براءة اختراع من بين 13 يمني، كيف جاء إعلان حصولك عليها؟
- الحمدلله 33 سنة وأنا أناضل، والشكر الكثير لأني وجدت رجالا في وزارة الصناعة خصوصا إدارة حماية الملكية الصناعية، رجال يحبون اليمن، واتفق حبي وحبهم فكان أن ناضلوا حتى إدخالنا إلى اتفاقية باريس للملكية الصناعية، وقد حصلتُ عليها في المعرض اليمني الأول للاختراعات الذي أقامته وزارة الصناعة والتجارة.
* اليمن حصلت على 13 براءة اختراع، ماذا عن الدول الأخرى؟
- نعم، بالنسبة لنا كنا 13 يمني، و22 ياباني، و8 أمريكيين، و2 بريطانيين، والماني، وفرنسي، وتشيكوسلوفاكي.
* على أي جهاز أو اختراع حصلت على البراءة؟
- براءة اختراع جهاز كاشف للحالات النفسية والعصبية للأجسام البشرية عن بُعد، ومهامه يقوم بالتقاط التيارات الكهرومغناطيسية الصادرة عن جسم الإنسان ويحولها إلى جهود كهربائية، ومن خلالها نعرف فيما إذا كان الإنسان عايش في المستوى الطبيعي أم لا، عندما يكون متفائل تكون قوة الحث المغناطيسي في جسمه كبيرة، وبالتالي هو يعمل تمايز بين شخص طبيعي وشخص غير طبيعي.
* من الذي ساهم بحصولك على براءة الاختراع، خصوصا أنك عانيت من عدم حصولك على هذه البراءة في اختراعات أخرى؟
- الحمد لله جاءت بجهود الأخ عبده الحذيفي مدير عام براءة الاختراع، وفاروق حزام المخلافي في وزارة الصناعة.. هؤلاء شباب غير عاديين يحبون وطنهم، أنا بصراحة انصدمت عدة مرات وهم ساعدوا على إيصال ودخول اليمن إلى اتفاقية باريس لحقوق الملكية الفكرية، وبالتالي استطعت تسجيل اختراعي وحصلت على البراءة.
* في حفل تسليمك لبراءة الاختراع تمنيت أن لا يحضر السفير الياباني.. لماذا؟
- "يضحك"، تمنيت الا يحضر السفيرين الياباني والصيني؛ لأنهم من نظرة واحدة؛ وما "يجي" أسبوع إلا وقد الجهاز يُباع في الاسواق، وانت تعرف ان الاختراع بحد ذاته هو فكرة، وأنت اطرحها للطباخين يطبخوها.
* هل تخوفك هذا يعني أنك تعرضت لسرقة اختراعات سابقة لك؟
- نعم، سرقوا جهاز حماية العيون والأطفال من أشعة الكاثودين المنبعثة من شاشة التلفزيون، والآن هناك شركات تصنع هذا النوع من الأجهزة، حيث ينطفئ الجهاز بمجرد ما تقترب من الشاشة ويبلغك أن تبتعد قليلا من أجل مواصلة برامج التلفزيون.
* كيفية الآلية التي ينطفئ بها التلفزيون؟
- الجهاز في هذه الحالة ينطفئ تماما، لأن قوة الإشعاع تؤثر على العين والخلايا الضوئية الموجودة في العين، لأن العين فيها أكثر من 12 مليون خلية ضوئية، منها 7 مليون خلية قضبان وحوالي 4 مليون خلية من المخاريط التي تميز الألوان، فبمجرد انصدام الأشعة الضوئية بالعين تتأثر جدا وتقتل الخلايا الموجودة وتقل نسبة الرؤية لدى الإنسان.
* لماذا لم تشتكِ بالشركة التي سرقت اختراعك؟
- لمن تشتكي، الملاحقة القضائية تحتاج جهد وسفر وتوكيل محامين واموال كثيرة؛ وأنا لو كنت أمتلك المال لسجلت براءة اختراعي في سويسرا في حقوق الملكية.
* هل كنت تستطيع أن تسجل اختراعاتك، وتمنع السرقة عنها؟
- نعم كنت أستطيع، اتصلت بالسويسريين في ذلك الوقت، قلت لهم معي اختراع، وبعثتُ لهم رسالة، وقالوا لي لاتستطيع أن تسجلها عندنا لأن اليمن ليست عضوه في منظمة حماية الملكية الفكرية، لكن كان هناك حل آخر هو أن يتم تسجيل هذا الاختراع باسمي أنا شخصيا مقابل دفع مبلغ 5500 دولار مايعادل 7000 فرنك سويسري، وأنا لم أكن أستطيع أن أدفع هذا المبلغ.
* جهود الحكومة ومساعدتها
* لماذا لم ترجع إلى الحكومة اليمنية، لتساعدك في دفع هذا المبلغ؟
- الحكومة رجعت إليها وأبلغتهم، وقالوا نحن لانستطيع أن نعمل لك شيء، وبرروا موقفهم من باب إنساني، قالوا لي ماهو الأَو�'لى: أن ندفع لك هذا المبلغ لتسجيل براءة اختراع، أم نصرفه لمريض يعاني من أي مرض خبيث كالسرطان والكبد وغيره، عندها انكسرت لأنهم وضعوني في موقف إنساني محرج للغاية ولا يمكن أن أجادلهم في هذا الشيء.
* طيب بالنسبة لسرقة اختراعاتك كيف تم سرقتها؟
- الحقيقة أن أغلب اختراعاتي تم تناولها عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، وبعض اختراعاتي تبادلتها وسائل الإعلام المرئية واستطاعت شركات كبيرة لديها مصنعون أذكياء أن يلقطوا الفكرة وبدؤوا بالعمل عليها، لأن لديهم الإمكانيات العالية والتشجيع والإنتاج.
* هل مجرد الفكرة النظرية تكفي لسرقة الاختراع؟
- الحقيقة أنني غلطت عندما جبت نموذج وعرضته على التلفزيون وشرحت تفاصيله كاملة، وكيف يعمل، وكيفية إدارته، ومن هنا وصلت الفكرة بالنسبة للصانعين، واذكر أنه تم استدراجي إلى دبي وكنت في ضيافة شركة عملاقة وعرضتُ لهم جهاز الشم للتلفزيون، وفوجئت بعد ست سنوات بقناة الجزيرة وهي تذيع أن شركة يابانية وشركة كورية تمكنتا من إدخال الرائحة على بعض الأجهزة..!!.
* كيف يعمل هذا الجهاز؟
- هذا ابتكار موجود حاليا، وفكرته أن يتم إدخال حاسة الشم في التلفزيون، بحث أنك تشم الروائح التي تشاهدها في التلفزيون كالعطور والبخور وغيرها من الروائح، وعندما تشاهد التلفزيون أي شيء له رائحة تستطيع أن تشم رائحته.
* معقول أن التلفزيون يحتفظ بالرائحة في كل البرامج التي يعرضها؟
- نعم، فالاختراع يقوم على أساس أن الرائحة يمكن أن تسجل على شريط وتستطيع أن تشمها في أي وقت كما استطعنا تجفيفها في الند والبخور.
* وهذا الشيء مجرب حاليا؟
- نعم موجود، وهناك شركات تصنع هذا الابتكار.
* أيش اخترعت غير ذلك؟
- من ضمن ما اخترعت، كان جهاز (الأوتوكيو) جهاز القارئ الذي يُساعد المذيع على قراءة النشرة من شاشة أمامه، وهو موجود حاليا تعمل به كل الفضائيات في العالم، وتم استيراده إلى اليمن عام 1994م.
* متى اخترعت هذا الجهاز؟
- اخترعته في عام 1979م، وجربته وعمل عليه المذيعون، وكان ممن عمل به الأستاذة أمة العليم السوسوة وأحمد الذهباني، وأذكر أن أحمد الذهباني كان أول من قرأ على هذا الجهاز وبدا للناس كأنه يقرأ النشرة غيبا، وفي اليوم الثاني تحدث الناس عن الذهباني كيف أنه يقرأ النشرة غيبا، حتى أنه جاء إلي�' يشكرني وقال لي لقد صنعتني عند الجمهور وجعلت الناس كلهم يتحدثون عني بسبب جهازك.
* كم استمر العمل على هذا الجهاز في التلفزيون؟
- استمر العمل على هذا الجهاز حوالي 6 أشهر، ثم أوقفوه لأسباب خاصة بي أنا، حيث كان المفترض أن أشغل لهم هذا الجهاز يوميا وأنا لم أكن على استعداد للتفرغ لهذا العمل لأني كنت أعمل في ورشة كانت أفضل بالنسبة لي من العمل بإضافي، وتم ترك هذا الجهاز حتى جاء عام 94م وتم استيراد الجهاز الحالي "الاوتوسكربت"..
* ماذا عن جهاز (بيجر هوس) الذي سمعتك تتحدث عنه قبل قليل؟
- هذا الجهاز أنا اخترعته عندما كنت أشتري اللحمة وتطبخها زوجتي وتقول لي أنها احترقت، أقول لها ليش يا بنت الحلال؟ تقول لي كنت مشغولة مع الأولاد، مع الجيران.. أهم شيء بدأت أفكر في صناعة جهاز يساعد في التنبيه على هذا الأمر.
وفكرة هذا الجهاز تقوم على أساس أنه يعطي استشعار بدرجة الحرارة اللازمة للنضوج المعين للطبخ ثم يرسل عبر جهاز الإرسال انذار وجرس يصل لمسافة 500 متر داخل البيت والحوش ويصل إلى السطح، فعملت هذا الجهاز وتم ربطه على الضغاطة، أو يتم الاستفادة منه في اشياء أخرى غير الطبخ، مثل الرعاية الصحية، حيث اذا ارتفعت درجة حرارة المريض عن المعدل اللازم يصدر هذا الجهاز للممرضة كتنبيه ان هذا المريض ارتفعت درجة حرارته، أيضا بالنسبة للاطفال لأن الطفل اذا ارتفعت درجة حرارته أكثر من اللازم قد يؤدي ذلك إلى أمراض خطيرة مثل الشلل لاقدر الله.
* سمعت انك متفوق في أجهزة الإنذار، حدثنا عن اختراعاتك في هذا المجال؟
- هناك جهاز اسمه جهاز الإنذار المبكر للمنشآت، حيث تقوم فكرته على أساس ربطه بالتلفون بحيث يعطيك اتصالات تنبهك أن هناك من يريد اقتحام منزلك، ولديه ايضا كاميرا ترصد اتجاهاته وهو لايعلم بالموضوع، ومثلا قد تكون خارج البيت وجاء المغرب وأنت مش موجود بالبيت، فأنت تعطي لهذا الجهاز أوامر أن يضيء الغرفة الفلانية لمدة نصف ساعة ثم يطفئها ويولع الثانية وهكذا، من أجل أن يظن الذي يفكر بسرقة بيتك أن هناك أشخاص موجودين في البيت ويتنقلون من غرفة إلى أخرى والدليل إطفاء وإنارة الغرفة، أيضا تستطيع أن تعطي هذا الجهاز أمر بتشغيل السخانة قبل أن تصل إلى البيت بربع أو نصف ساعة مثلا.
* طيب وجهاز إنذار التدخين في التلفزيون؟
- هذا الجهاز يتم عن طريق أي شخص ُيدخن والتلفاز شغال، على طول التلفزيون يتوقف ويصدر إنذار "الرجاء توقف عن التدخين حتى يواصل بث برامجه" وقد عرضتُه على قناة السعيدة في برنامج عقول يمانية.
* يهمني رفع اسم اليمن..!!
* طيب مهندس محمد، ما دام وعندك كل هذه الإمكانيات العقلية في جانب الاختراعات لماذا لم تتقدم إلى شركة أجنبية للعمل معها طالما هناك إهمال حكومي لإبداعاتك؟
- أنا اخترعت أجهزة، وكان حلمي ماذا سيكون دور الدولة في اختراعاتي، كنت أتمنى تسويقها ووصولها إلى أيدي الناس من أجل إسعاد الآخرين، ومن أجل أن يقال أن اليمنيين ساهموا في إسعاد الإنسانية.
أنا جاءتني فرصة عمل في شركة عملاقة بسويسرا، كان ذلك عندما كنت ممثل اليمن من ضمن 16 دولة مشاركة في دبلوم "بوليكس" وجئت أنا الأول في الدفعة، وطلبوا مني ان أعمل معهم، وكان لدي�' حينها ستة أولاد ونظام التأمين الصحي عندهم لايقبل إلا بطفلين، عندها فضلت أن أعود إلى اليمن لأني كنت أفضل العمل في اليمن من أجل أن أخدم بلدي، التراب اليمني كله بالنسبة لنا هو ذهب في أي مكان، العالِم أو المفكر يجب أن يكون ولاءه وحبه ومذهبه هي بلاده، وكنت منتظرا أن تدعمني الدولة لكن الإهمال طالني كثيرا ولم احصل على شيء.
* ماذا كنت تقصد من اختراعاتك هل هو الثراء مثلا؟
- لا، لم يكن الثراء.. إنما كان قصدي أن أحصل على مؤهل تاريخي يوصل رسالة أن الإنسان اليمني قادر يسهم في إسعاد الإنسانية، والكثير يسألوني كم الثراء من بيع هذه الأجهزة، قلت لهم أنا أمتلك ثروة هائلة وتقدر بأكثر من 30 مليون يمني وعربي يكنوا لي الحب والاحترام، ومن يمتلك ثورة الأرض لا يمكن أن يحصل على هذا الاحترام والحب بالمال، فهذه تعتبر ثروة بالنسبة لي، وهذا سبب تشجيعي، ولذلك لم أصل إلى منطقة اليأس.
كانت ثروتي هو انتزاع احترام الآخرين، وقد ذكرت هذا الكلام في العديد من اللقاءات التي اجريت معي سواء في الصحف او الفضائيات..
والاختراع ليس بالثراء، هناك دول خليجية تحاول أن تسجل اسم خليجي مخترع، على أساس أن سجلات العالم تقول ان البلد الفلاني أسهم في إسعاد الإنسانية بذلك الاختراع، فأنتم يا يمنيين ما هو الشيء الذي أسهمتم به ان كان أجدادكم أسهموا من قبل فهذا شأنهم لكن الآن ماذا أسهمتم!
* هل كانت هذه غايتك؟
- نعم، أنا غايتي هي إيصال رسالة إلى الإنسانية ان الإنسان اليمني وأحفاد اليمنيين قادرين ان يكونوا مثل اباءهم وأجدادهم، كون أجدادنا أرسلوا المعلمين وألفوا وامتلكوا بلاد العرب والعجم، فأنا أتذكرهم وأحس بفخر هويتي ويمنيتي وانتمائي القومي العربي، وأحس بأجدادي.
تخيل، هناك ناس مشهورين في جامعات، ومشهورين في التاريخ بدول أخرى عندما تجي تشوف تجد أن اصولهم يمنية، مثل الملكة بلقيس التي تدعي أثيوبيا أنها اثيوبية، ولكن القرآن ذكر أنها من اليمن.
* أين المشكلة برأيك في اليمن بخصوص هذا الجانب؟
- أنا أقول: هل تربة هذه الأرض اليمنية قادرة على أن تنجب عقول أم لا؟! تخيل لنا خمسين سنة من الثورة.. الثورة جاءت عشان تنور العقل، نحن ثرنا عشان ننور العقل، نحن لم نثُر من أجل الأمن والجوع، الجوع كان في العالم العربي كله لكن كنا متخلفين عقليا ولم يكن يتاح لنا القراءة، لم يكن هناك مدارس تستوعبنا، وجاءت الثورة.
المفترض أننا في العيد الخمسين "الذهبي" للثورة أن نقول تعالوا يا مبدعين، ونشجعهم وندعمهم. الثورة لها خمسة عقود، جيب لي خمسة ألف عقل يمني أنتجتها الثورة، في كل عشر سنوات ألف عقل يمني مثل أحمد جابر عفيف الذي له تاريخه، كان ينزل يُدرس بنفسه، هذا من الجيل القديم، طيب أين الجيل الجديد؟!.
إذا كنا فاشلين، نغير سياستنا التعليمية، أما نقعد نواصل في الفشل فهذا خطأ، عندنا الآن أكثر من 15 جامعة، مامخرجاتها؟، مخرجاتها ناس فاشلين، وشهادات لا تُسمن ولا تُغني من جوع، المفترض أن تتحول اليمن بعد الثورة إلى ورشة صناعية تحول كوادر ميدانيين في العمل، خمسين سنة ماذا أنتجنا، حتى الآن وما يزال لدينا خبراء أجانب نعتمد عليهم في كل شيء.
* كيف يمكن أن نحسن من مستوى الاختراع في اليمن ونشجعه؟
- اعتقد ان على رجال الأعمال في اليمن أن يدعموا هذا، وأن لا ينتظروا الربح من أول مرة، لماذا لايفتح رجال الأعمال ورشة وينتجوا مواد خام من عقول يمنية، ويربحوا أرباحا معقولة مبدئيا، ومع الأيام ستتطور البلاد ويتطور اقتصادها وسيربحون أكثر.
القطاع الأهلي يريد الربح المباشر والسريع، ولايمكن أن يقبل بالتضحية من أجل دعم أفكار المبدعين، تخيل لو أن كل انسان فكر أن التكلفة الخاصة بصناعة الطائرة ستصل إلى 50 مليون دولار، سيتوقفون عن صناعتها..
* كيف وضعك الآن في العمل بالإذاعة خصوصا وقد قضيت فيها أكثر 37 عاما؟
- لن تصدق كيف وضعي.. "يعض شفته كناية عن الاسف والحنق من الوضع الذي وصل اليه"، تصور أنا محروم لم يعطوني طبيعة عملي، قالوا أني متقاعد وخصموا علي�' ثلاث علاوات، وأنا عمري ما انقطعت عن العمل، وإلا كان يعطوني إخلاء طرف وأوراقي ويقولوا اذهب إلى الصندوق ويحسنوا وضعي وينتهي الموضوع.
هم قاعدين يعبثوا بنا عبث، كنت أتمنى عنصر مهم في الإذاعة والتلفزيون، تخيل هناك أكثر من 4000 موظف، كم منهم حصل على شهادة مميزة في عمله، والمفروض انعكاسا للأجيال القادمة يكون هناك حث وتشجيع، تخيل قلت لهم أنا حصلت على براءة اختراع كذا، وشهادة كذا، ارجو أن تحسنوا وضعي، شجعوني؟ وبعد مراجعات يقوموا يحولوا لي خمسين ألف ريال ويخصموا حق الدمغة يطلع المبلغ أربعين ألف"اقل من 200 دولار!!"..
قلت لهم هل قيمة العقل عندكم بهذا الشكل!! أنا لو تقدمت بالورقة وشهادة البراءة إلى عاقل الحارة كان يعطيني 200 ألف على الأقل.
هذا دليل على أن وعيهم ليست المادة فقط، بل وعدم الاحترام والتكريم، أنت تشتغل بمؤسسة كبيرة، وتكريم العامل تكريما لك، وفي نفس الوقت يعكس ثقافة من هم المسؤولين، كيف الآن يريدون أن يقاعدونا وقد سرقوا علاواتنا وطبيعة عملنا، هل يتوقعوا من الجيل القادم أن يكون أمين على مستحقات المؤسسة؟! إذا كان شخص ضحى بعمره ويطلع صفر، لايوجد حس وظيفي، ولا أخلاقي، أنا كنت اشتغل ليل نهار في التلفزيون وكنت ألقى البسمة والارتياح، المسألة ليست مسألة مال، لكن الآن لا يوجد شيء من هذا ولا ذاك، الآن يغالطوني بمستحقاتي، راتبي الأساسي يتم نهبه.
* حتى الحكومة الجديدة لم تلتفت إليك؟
- المشكلة ليست مشكلتي أنا فحسب، الآن اليمن بدأت تمنح شهادات براءة اختراع، وهذا جيد، وهذا الذي كنا نطلبه من زمان. الآن معك 13 يمني حصلوا على براءة اختراع بعد جهد جهيد وتعب شديد، ماذا نعمل لهم.. الدولة يجب أن تحتويهم وتشجعهم.
يا أخي هناك لوبي يُطًير الناس، ونحن نريد هيئة مستقلة، يشرف عليها ناس شرفاء.. الشرفاء شعارهم ليس حزبيا وإنما شعارنا حب الأرض وتمكين الأرض، ويكون همي الأول هو عقلك.
التوجه السياسي فشل في فشل، أنا ما "يهمنيش" التوجه السياسي، أنا يهمني هو بلادي، وعملك في الميدان يبرهن أنك تحب البلد هذا وتحاول أن تسعد الإنسان.
* ماذا تقول للحكومة عبر "إيلاف"؟
- أقول لأصحاب القرار، لدينا 13 شخص حصلوا مؤخرا على براءة اختراع، يجب أن يجعلوا لهم رعاية خاصة ويدرسوا حالاتهم، لأن الثروة هي العقل وليست البترول، العقل هو أهم شيء.
* هل هذا كل ما تتمناه من المسؤولين؟
- أمنيتي أن أحس أن المسؤول الكبير أقدر أوصل له، وهو يقدر يوصل لي، وإذا شكيت له ينصفني، لا أريد أن أكون خاضع تحت رحمة شيخ أو تحت رحمة ضابط.
* هل من شيء آخر تود قوله؟
- أشكر كل وسائل الإعلام التي تهتم بجانب الإبداع، هناك أناس كثير لهم إبداع ولا بد أن يكونوا في بالكم، وتثيرون الدولة على عدم اهمالهم، لأننا سنكون شاهدين على إهمالهم.
ضيفنا في سطور:
- المهندس محمد علي العفيفي
- من مواليد 1949م- محافظة عمران
- بدأ دراسته بدار الأيتام
- التحق بالعمل بالتلفزيون منذ تأسيسه في المجال الهندسي.
- درس الهندسة الإذاعية والتلفزيونية في كلية "ماركوني" في بريطانيا ثم سافر للدراسة في نفس المجال في كل من المانيا وسويسرا
- درب العديد من الكوادر الهندسية في مجال الاذاعة والتلفزيون
- شارك في العديد من المهرجانات التقنية والعملية المتعلقة بهندسة الاستديوهات والراديو والتلفزيون.
- اسهم بفاعلية في المجال الهندسي ومجال الإرسالات التلفزيونية والاذاعية
- يعد من الجنود المجهولين الذين اسهموا في تطوير التلفزيون اليمني منذ افتتاحه حتى اليوم.
- له العديد من الاختراعات في مجال الأجهزة المرتبطة بالمجال الهندسي في الاذاعة والتلفزيون وقد لُقب بأديسون اليمن في وسائل الإعلام.
- حصل مؤخرا على براءة اختراع في جهاز كاشف للحالات النفسية والعصبية للأجسام البشرية عن بُعد.
- يشغل حاليا مديرا لإدارة الصيانة لقناة اليمن الفضائية والأولى.
- متزوج وله عشرة أولاد.
*نقلاً عن صحيفة إيلاف الأسبوعية..