في تطور دراماتيكي يعيد تشكيل خريطة الصراع في المنطقة، أعلنت الأمم المتحدة عن مسار جديد ثوري لحل الأزمة اليمنية بعد 11 عاماً من الحرب المدمرة - وهي مدة تفوق الحرب العالمية الثانية بالكامل. لأول مرة منذ بداية الصراع، تتفق جميع القوى الدولية والإقليمية على استراتيجية موحدة تلغي كلياً مسار الحسم العسكري. الخبراء يحذرون: نوافذ السلام نادرة في التاريخ، وهذه النافذة قد تكون الأخيرة قبل انفجار إقليمي مدمر.
كشفت اجتماعات مكثفة وسرية في الرياض وأبوظبي عن إجماع دولي غير مسبوق شمل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، الذي قضى أياماً في محادثات ماراثونية، أعلن بثقة: "التوصل إلى حل سياسي شامل يعكس تطلعات اليمنيين يظل أولوية مشتركة." خالد، دبلوماسي حضر الاجتماعات، يكشف: "لمست جدية غير مسبوقة في المحادثات، الجميع يدرك أن هذه اللحظة تاريخية." الأرقام صادمة: 24 مليون يمني يحتاجون مساعدات إنسانية، وحرب استنزفت المنطقة لأكثر من عقد كامل.
وراء الكواليس، دفعت تهديدات جماعة الحوثي الخطيرة باستئناف الهجمات على المنشآت النفطية السعودية القوى الإقليمية للتحرك العاجل. التحركات الدبلوماسية العمانية بدعم سعودي شكلت نقطة التحول، حيث أدرك الجميع أن البديل هو كارثة إقليمية قد تشعل المنطقة بأكملها. د. محمد الدولي، خبير الشؤون اليمنية، يؤكد: "هذا المسار يمثل نقطة تحول تاريخية تذكرنا بلحظات دبلوماسية فاصلة مثل اتفاقيات كامب ديفيد." المقارنة مذهلة: كما حدث في اتفاقيات السلام التاريخية، نشهد اليوم لحظة قد تعيد رسم خريطة الصراعات في الشرق الأوسط.
التأثيرات تتجاوز الحدود اليمنية لتصل إلى حياتنا اليومية. أحمد اليمني، 35 عاماً، الذي فقد منزله وعمله، يهمس بأمل حذر: "ربما أستطيع أخيراً العودة لوطني وإعادة بناء حياتي." أسعار النفط تتأرجح عالمياً استباقاً للتطورات، فيما يترقب المستثمرون فرصاً ذهبية في إعادة إعمار اليمن. الفرص الاستثمارية المحتملة ضخمة: تطوير الموانئ، إعادة الإعمار، السياحة التاريخية. لكن المخاطر لا تزال قائمة: عودة العنف، تنامي التطرف، تدخل أطراف مفسدة. سارة العمانية، دبلوماسية تعمل خلف الكواليس، تحذر: "النجاح يتطلب إرادة حديدية من جميع الأطراف."
المسار الجديد يحمل أملاً تاريخياً لإنهاء أطول صراع في المنطقة وإطلاق عصر جديد من الاستقرار الإقليمي. مع إجماع دولي نادر وإلغاء الخيار العسكري، يقف اليمن على عتبة تحول جذري قد يعيد تشكيل المنطقة بأكملها. على المجتمع الدولي دعم هذا المسار بكل قوة قبل فوات الأوان. السؤال المصيري الآن: هل ستنجح الدبلوماسية أخيراً في إنهاء ما عجزت 11 عاماً من الحرب عن حسمه؟