الرئيسية / محليات / صدمة: أهالي عدن بلا كهرباء 16 ساعة متواصلة... والمحطات تتوقف واحدة تلو الأخرى!
صدمة: أهالي عدن بلا كهرباء 16 ساعة متواصلة... والمحطات تتوقف واحدة تلو الأخرى!

صدمة: أهالي عدن بلا كهرباء 16 ساعة متواصلة... والمحطات تتوقف واحدة تلو الأخرى!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 13 نوفمبر 2025 الساعة 02:35 صباحاً

في مشهد صادم يُعيد عدن قرونًا إلى الوراء، تغرق العاصمة الاقتصادية المؤقتة لليمن في ظلام دامس لمدة 14 ساعة متواصلة مقابل ساعتين نور فقط خلال اليوم الواحد. الوضع الكارثي قد يتفاقم خلال الساعات القادمة ليصل إلى 16 ساعة انقطاع، في أزمة تُذكّر بالعصور المظلمة وسط القرن الحادي والعشرين. مدينة بأكملها تعيش كما لو أن الكهرباء لم تُخترع بعد، والمواطنون يصارعون الظلام بشموع خافتة ومولدات متهالكة.

تشهد محطات توليد الكهرباء في عدن انهيارًا مروعًا، حيث لا تعمل سوى محطة الرئيس بقدرة 65 ميجاوات فقط - وهو رقم لا يكفي لإنارة حي واحد في أي مدينة خليجية. أم محمد، ربة بيت في منطقة كريتر، تروي معاناتها: "نستيقظ على صوت صمت مخيف، لا مراوح ولا ثلاجات، والطعام يفسد أمام أعيننا." بقية المحطات تقبع خارج الخدمة في انتظار شحنات وقود قد لا تأتي، بينما تتصاعد أصوات المولدات الصغيرة في الأحياء كأنينٍ متواصل لمدينة تحتضر.

تُعتبر هذه الأزمة امتدادًا لكارثة الطاقة المزمنة التي تجتاح اليمن منذ عقد من الحرب المدمرة، لكن الوضع في عدن وصل إلى أسوأ مستوياته التاريخية. المهندس عبدالله، الذي يعمل في محطة الرئيس رغم الظروف القاسية، يحذر: "المولدات على وشك التوقف النهائي، ونحن نعمل بمعجزة." المقارنة صارخة: بينما تنتج محطة واحدة في الإمارات أكثر من 2000 ميجاوات، تكافح عدن بأكملها بـ65 ميجاوات فقط - أقل مما تستهلكه مؤسسة واحدة في دبي.

المعاناة تتجاوز مجرد انقطاع الكهرباء لتصل إلى شلل تام للحياة، حيث تُغلق المستشفيات أجنحتها، وتتوقف المصانع عن الإنتاج، ويضطر التجار لإقفال محلاتهم 14 ساعة يوميًا. خالد، صاحب متجر في المعلا، يقول بمرارة: "أصبحت أعمل بضوء الشموع كجدي منذ مئة عام." الخبراء يتوقعون نزوحًا جماعيًا من المدينة إذا استمر الوضع، بينما تلوح في الأفق كارثة إنسانية حقيقية قد تدفع بالمدينة التاريخية نحو الهاوية. السؤال الذي يؤرق الجميع: كم من الوقت يمكن لمدينة أن تصمد وهي تعيش في الظلام؟

شارك الخبر