في قعر البحر على عمق لا يتجاوز 19 كيلومترًا - بُعد أقل من ارتفاع رحلة طيران عادية، تتدفق الأخبار من اليابان بشأن زلزال مرعب بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر، مما أثار في الأذهان ذكريات موجات التسونامي المدمرة عام 2011 والتي دمرت البلاد. ومع ثلاث هزات ارتدادية إضافية حدثت خلال ساعات قليلة، يبقى السؤال: هل الأرض ستستقر أم أن القلق سيعصف بالبلاد من جديد؟
ضرب زلزال العاصفة الجديدة على بعد 127 كم فقط من مدينة مياكو المأهولة بسكان يزيد عددهم عن 51,000 شخص. مركز رصد الزلازل الأوروبي أعلن أن الهزة لم تترتب على إصدار أي تحذيرات بتسونامي، ومع ذلك شعر السكان بالخطر الذي يمتد كالكابوس الذي استيقظوا منه مُكرَهين. يصف د. أحمد الجيولوجي، متخصص الزلازل، الحدث قائلاً: 'قوة 5.6 كافية لإيقاظ النائمين وكسر النوافذ'.
وراء هذا الحدث، تقبع الأسباب المعروفة بتحرك الصفائح التكتونية في "حلقة النار"، المنطقة الأشد نشاطًا زلزالياً على وجه الكرة الأرضية. تربط هذه الحادثة بشكل لا مفر منه بزلزال فوكوشيما 2011، الذي أودى بحياة أكثر من 20,000 شخص. على الرغم من أن الخبراء يتوقعون هزات ارتدادية متواصلة، إلا أن تطمينات بمراقبة مستمرة تُطرح لطمأنة القلوب القلقة.
التأثير الشخصي كان ملموسًا في حياة سكان مياكو، حيث أُوقفت القطارات مؤقتًا كإجراء احترازي، وتحرك الناس لفحص منازلهم والتأكد من سلامتها. رغم الفزع الذي اجتاحهم للحظات، إلا أن ثقتهم المتجددة بأنظمة الإنذار المبكر بددت بعضًا من قلقهم المتزايد.
تلخيصًا للوضع الحالي، فإن الزلزال الأخير، رغم قوته النسبية، لم يتسبب في أضرار جسيمة لكن حفظ العبرة من هذه الواقعة يشكّل دعوة للعمل مستقبلاً بتحديث الخطط الطارئة الشخصية والاستعداد لأي طارئ. السؤال يبقى: هل نحن مستعدون حقًا لزلزال أقوى؟