في 48 ساعة فقط، تسبب فيديو واحد في خسائر تقدر بملايين الدولارات، حيث أثارت فتوى مفتي السعودية الجديد، صالح الفوزان، زلزالًا في عالم السياحة الثقافية بين المملكة ومصر. الفتوى التي صدرت قبل عامين عادت لتطفو على السطح مع افتتاح المتحف المصري الكبير في القاهرة، مهددة اقتصادًا يعتمد على آثار تدوم لآلاف السنين. الآن، ملايين المسلمين يعيدون تقييم خطط سفرهم بسبب كلمات قليلة. هل سنشهد تصاعد هذا الجدل إلى أزمة أكبر؟
انتشرت فتوى الفوزان انتشار النار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤدية إلى موجة من الحيرة والقلق اجتاحت الأسر المسلمة. سجلت الفتوى مئات الآلاف من المشاركات، ملايين المشاهدات، فيما راج اقتباس حديث نبوي "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين" الذي استشهد به الفوزان في توجيه المسلمين نحو موقف حذر من زيارة الآثار الفرعونية. إلغاءات جماعية للرحلات السياحية بدأت تظهر في سجلات شركات السياحة المصرية.
هناك تاريخ طويل من الخلاف الفقهي حول زيارة آثار الحضارات القديمة في العالم الإسلامي. توقيت الجدل مع افتتاح المتحف المصري الكبير تغذيه المنافسة السياحية الإقليمية. خبراء يذكرون بأن هذه القضية تذكر بجدل فتاوى تحريم التماثيل والصور في التاريخ الإسلامي. يعرب علماء عن دعوتهم للتوسط بينما يحذر اقتصاديون من التأثير الاقتصادي المدمر على السياحة.
في الحياة اليومية، تشهد الأسر إلغاءات جماعية لرحلاتها السياحية، بينما يفقد مرشدون سياحيون مصادر رزقهم، وتشارك أفراد المجتمع في نقاشات حادة في المساجد والبيوت. من غير المستبعد أن يشهد تراجعًا في أعداد السياح الخليجيين لمصر، مما يفرض الحاجة لتوضيحات فقهية جديدة وتطوير البرامج السياحية. الدعوات باتت تتصاعد لتحذير من تسييس الفتاوى، فيما تُعتبر فرصة لتطوير سياحة ثقافية أكثر وعيًا دينيًا.
الخاتمة القوية: زلزلت فتوى واحدة صناعة سياحية كاملة وأثارت جدلاً فقهياً واسعاً. تظهر الحاجة لفتح حوار فقهي معاصر يوازن بين الثوابت الدينية والمصالح الثقافية. تقع المسئولية على العلماء لإيجاد حلول متوازنة، وعلى الحكومات لحماية المصالح المشتركة. يبقى السؤال الصادم والمفتوح: "هل ستؤدي الخلافات الفقهية إلى تفكيك الروابط الثقافية بين الشعوب العربية؟"