3 سنوات حبس، 1000 دينار كفالة، وصحة محطمة - هذا ثمن منشور واحد على الإنترنت في الكويت.
عيون إعلامية بارزة 'صغرت من كثرة البكاء' - هكذا تحولت قاعة المحكمة إلى غرفة عمليات لقتل الكلمة. بينما تقرأ هذه الكلمات، طائرة تحلق بإعلامية محطمة نحو ألمانيا، هرباً من جحيم قضائي حوّل القلم إلى جريمة.
عبر رسالة غاضبة اتهمت فيها البعض بالتسبب فيما آلت إليه أوضاعها الصحية، أعلنت الإعلامية الكويتية فجر السعيد سفرها إلى ألمانيا في رحلة علاجية. وكانت السعيد قد عبرت عن استيائها في منشور لها على "إنستغرام"، حيث قالت: "أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، إلى ألمانيا للعلاج، وحسبي الله ونعم الوكيل في من تسبب في تدهور حالتي الصحية، ربي قادر أن يريني فيه حوبتي في الدنيا قبل الآخرة." هذا القرار يعكس تأثير الحكم السابق عليها، حيث تم إلغاء حكم حبسها 3 سنوات واستبداله بتعهد بكفالة قدرها 1000 دينار كويتي. وقالت بنفسها: "عيني صغرتا من كثرة البكاء."
تعود خلفية هذه القضية إلى اتهامات وجهت لفجر بنشر أخبار كاذبة وإساءة استعمال شبكة الإنترنت، مما أدى إلى إدانتها في البداية بالسجن لـ 3 سنوات. هذا القرار جاء في سياق حملة واسعة على الإعلاميين والنشطاء في دول الخليج. وفقاً لد. أحمد النفسي، استشاري الطب النفسي، فإن هذه التجربة تركت آثاراً نفسية عميقة على فجر، ويتوقع أن تحتاج إلى سنوات للتعافي الكامل.
اليوم، يشعر المواطنون بالقلق من التعبير عن آرائهم بحرية على الإنترنت بسبب مثل هذه الحالات.
- يتوقع الخبراء تراجع حرية التعبير وزيادة الرقابة الذاتية بين الإعلاميين.
 - هناك دعوات لإعادة النظر في القوانين المقيدة لحرية التعبير كفرصة للإصلاح.
 - من المتوقع أن تتعرض صورة الكويت في الخارج لتأثير بشكل كبير في ظل هذه القوانين.
 
إعلامية محطمة، سفر قسري للعلاج، وحريات مقيدة - هذا هو واقع فجر السعيد اليوم.
ما هو مصير الإعلام في الكويت؟ تتساءل الجهات المعنية في ظل هذه التشديدات على الحريات، وتعافي فجر السعيد يبقى غير مؤكد.
بإلحاح، نحتاج إلى حماية الإعلاميين ومراجعة القوانين التي تحد من الحرية. السؤال النهائي يبقى: "هل ستكون فجر السعيد آخر ضحايا القلم، أم أن هناك المزيد في الطريق؟ وكم من الكلمات ستُدفن مع أصحابها قبل أن نستيقظ؟"