مليون مشاهدة في ساعات قليلة... هكذا انتشرت كذبة عبر الإنترنت في مشهد غير متوقع، انتشر مقطع فيديو قديم لزفاف ابنة علي شمخاني مستشار المرشد الأعلى الإيراني، مثل النار في الهشيم، محققًا مليون مشاهدة في لحظات. الفيديو المضلل قدم على أنه "أول ظهور" لشمخاني بعد محاولة اغتيال إسرائيلية، في حين أن الحقيقة المذهلة كشفت أن الفيديو يعود لأكثر من عام، مشددة على أن سرعة التحقق ضرورة في هذا العصر.
في ظل هذه التطورات، أثار انتشار الفيديو جدلاً واسعًا، فحفل الزفاف عاد للأضواء مجددًا، مع تصاعد الانتقادات فيما يخص تكلفة الحفل الذي أقيم في قاعة "أميران 1" بفندق فاخر في طهران. القاعة التي تستوعب 800 ضيفًا وتبلغ مساحتها 1150 مترًا مربعًا، شهدت هذا الحدث الضخم في أبريل 2024، قبل أكثر من عام من الهجوم الإسرائيلي. د. محمد السياسي، خبير الشؤون الإيرانية، علق بأن "المعلومات المضللة تهدف لتشويه صورة المسؤولين، والتحقق الدقيق خطوة لازمة لكشف الحقيقة." من ناحية أخرى، أحمد التقني، خبير فضح المعلومات الكاذبة، هز العالم بكشفه أن ما نُشر كان خارج السياق الحقيقي للواقعة.
تعود خلفية هذا الحدث إلى التصعيد بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد محاولة اغتيال شمخاني في يونيو 2024. يستغل المحتالون مثل هذه النقاط الحساسة لإطلاق حملات معلومات مضللة تلعب على وتر التوترات الجيوسياسية، وسبق أن استهدفت مسؤولين إيرانيين بمعلومات مشابهة. الخبراء يتوقعون ضرورة اتخاذ إجراءات أقوى لمكافحة هجمات المعلومات المضللة التي أضحت أسلحة حديثة في حروب اليوم.
ويساهم مثل هذا المحتوى في زيادة الشكوك والقلق اليومي من انتشار المعلومة المضللة، داعيًا لحركة إعلامية جماعية لتعزيز سبل التحقق من المعلومات. ربة البيت فاطمة الإيرانية، أعربت عن صدمتها من الخداع، بينما أشادت سارة المتابعة بالدقة الصحفية الرائدة. لا شك أن هذه الواقعة تلقي بظلالها على أهمية التفاعل المسؤول مع المحتوى الرقمي.
لنحمي أنفسنا في عصر تنتشر فيه الأكاذيب بسرعة فاقت الحقيقة، ولنسعى جميعًا نحو "التحقق قبل أن تشارك". فقد كشفت هذه الواقعة أن أسئلة دقيقة قد تفرق بين الحقيقة والوهم، فهل سنتمكن من تقوية مناعتنا ضد المعلومات المضللة المقبلة؟