الرئيسية / مال وأعمال / حصري: كيف انتهت أزمة الروتي والخبز في تعز خلال 48 ساعة؟ الثمن: زيادة مؤلمة بـ 200 ريال!
حصري: كيف انتهت أزمة الروتي والخبز في تعز خلال 48 ساعة؟ الثمن: زيادة مؤلمة بـ 200 ريال!

حصري: كيف انتهت أزمة الروتي والخبز في تعز خلال 48 ساعة؟ الثمن: زيادة مؤلمة بـ 200 ريال!

نشر: verified icon مروان الظفاري 15 أكتوبر 2025 الساعة 08:15 صباحاً

في مشهد يعكس مأساة الحرب اليمنية، انتهت أزمة الخبز في تعز خلال 48 ساعة مقابل ثمن باهظ: زيادة مؤلمة وصلت إلى 200 ريال للكيلوغرام الواحد. 600 ألف مواطن في المدينة المحاصرة يواجهون الآن واقعاً قاسياً - دفع المزيد مقابل أساس الحياة، أو مواجهة شبح الجوع الذي طارد الأطفال لليلتين متتاليتين.

وقعت السلطة المحلية اتفاقاً مثيراً للجدل مع جمعية الأفران والمخابز، رفع سعر الكيلوغرام من 1200 إلى 1400 ريال - زيادة بنسبة 16.7% في يوم واحد. "كان لدينا خياران: إما الموافقة على الزيادة أو مواجهة مجاعة حقيقية"، قال مصدر في السلطة المحلية. أم محمد، ربة بيت لديها خمسة أطفال، تروي معاناتها: "أطفالي ناموا جائعين ليلتين، والآن سأضطر لتقليل الخبز أكثر بسبب هذه الزيادة الظالمة".

الأزمة لم تأت من فراغ، بل هي حلقة جديدة في مسلسل انهيار الاقتصاد اليمني منذ 2014. ارتفاع أسعار القمح عالمياً بنسبة 40%، وانهيار الريال اليمني أمام الدولار، ونقص الوقود المزمن، كلها عوامل دفعت المخابز إلى حافة الإفلاس. أحمد الخباز، صاحب مخبز صغير، يكشف الحقيقة المرة: "خسرت أكثر من نصف مليون ريال خلال شهرين، كان الإضراب خيارنا الوحيد للبقاء". مثل أزمة الوقود الشهر الماضي، يدفع المواطن البسيط الثمن مرة أخرى.

التأثير الحقيقي للاتفاق بدأ يظهر في البيوت قبل المخابز. عائلات تعيد حساب ميزانياتها بالريال الواحد، وأمهات يقللن من وجبات أطفالهن لتوفير 200 ريال إضافية شهرياً. خالد، عامل بناء عاطل منذ شهور، يقف أمام مخبز مُحمّلاً بالقلق: "هذه الزيادة تعادل راتب يوم كامل، كيف سأطعم أسرتي؟" الخبراء يحذرون من كارثة إنسانية قادمة، فيما تشير التوقعات إلى موجة جديدة من التضخم قد تضرب قطاعات أخرى.

الاتفاق حل أزمة 48 ساعة، لكنه خلق معاناة قد تدوم سنوات. بينما تعود رائحة الخبز الطازج لتملأ شوارع تعز، تبقى الأسئلة المؤلمة معلقة في الهواء: هل ستشهد المدينة المنكوبة أزمات جديدة؟ وكم من الوقت يمكن للشعب أن يتحمل قبل أن ينفجر الوضع؟ الوقت ينفد أمام حلول جذرية لأزمة تهدد بتحويل الخبز من حق أساسي إلى رفاهية لا يستطيعها إلا القادرون.

شارك الخبر