في تطور تاريخي شهدته الساحة الدولية، خلال ثوانٍ معدودة، انتشرت صور الأميرة رجوة بفستانها الأسود الأنيق عبر آلاف الحسابات، محققة ضجة واسعة حول العالم. في سياق هذه الزيارة التي تحمل في طياتها آمالاً هائلة لملايين الأردنيين، يعود سبب هذه الضجة إلى كونها تتزامن مع أزمة مائية وصراعات إقليمية متفاقمة. سنتناول في هذه المقالة تفاصيل أكثر عن هذه الزيارة والرسائل الاستراتيجية المصاحبة لها.
وصل ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله وحرمه الأميرة رجوة إلى العاصمة الفرنسية في زيارة رسمية، أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية. بعد ثمانين عاماً من العلاقات الأردنية الفرنسية، تأتي هذه الزيارة لتحمل رسائل سياسية واقتصادية مهمة. وقد أبرزتها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل لا يصدق، حيث كتب أحد النشطاء قائلاً: "نقل تحيات الملك وتقديره للجهود الفرنسية" وفقاً لما نقلته الوكالة الرسمية، بينما شهدت مواقف مؤثرة ومشاهد لا تنسى من الحشود المرحبة.
يمتد العمق التاريخي لهذه العلاقات لنحو ثمانية عقود تميزت بتعاون متنوع في مجالات عدة. وتأتي هذه الزيارة أيضاً في ظل أزمة غزة المستمرة وحاجة الأردن لدعم خارجي في مشاريع التنمية، خصوصاً مشروع المياه الوطني الذي تُقدّر تكلفته ببلايين الدولارات. والعديد من الخبراء يتوقعون نتائج إيجابية لهذه الزيارة، معتبرينها خطوة هامة في ظل الظروف السياسية الراهنة.
توقعات عديدة بشأن التأثير المباشر لهذه الزيارة على الحياة اليومية للأردنيين، إذ قد تشهد تحسناً في إمدادات المياه وفرص عمل جديدة بفضل استثمارات فرنسية في قطاعي المياه والطاقة. فيما ينتظر الجميع إعلاناً وشيكاً عن اتفاقيات اقتصادية مستقبلية. إلا أن هناك تحذيرات من أن عدم استغلال الزخم الإيجابي قد يُفقد الزيارة مفاعيلها الإيجابية. أما الشارع الأردني فيبدو متفائلاً، داعياً إلى الاستفادة القصوى من هذه الشراكة.
الزيارة التاريخية التي تشكلت من مزيج من الأمل والترقب، تلقي ضوءاً على مستقبل العلاقات بين البلدين. إذ أن كل الأنظار تتجه الآن نحو ترجمة هذه الزيارة إلى نتائج ملموسة تخدم المصالح الأردنية والإقليمية، وسط تساؤلات متزايدة: هل ستقف هذه الزيارة كرمز جديد للتحالفات القوية بين الشرق والغرب؟ وكيف يمكن للشعب الأردني أن يستفيد من الفرص التي تتيحها؟