في 48 ساعة فقط، تحولت موجة التعاطف مع غزة إلى عاصفة من اللاسامية في بريطانيا. لأول مرة في التاريخ الحديث، يتدخل الملك البريطاني وولي عهده معاً للتنديد بحادثة واحدة، معلنين عن مأساة حقيقية. الساعات القادمة ستحدد مصير القضية الفلسطينية في الغرب لعقود قادمة.
مساء خميس عادي تحول إلى كابوس، هجوم مفاجئ أمام معبد يهودي خلال يوم مقدس، مما أدى إلى سقوط ضحيتين. في غضون 48 ساعة، فقد مئات الآلاف من المتضامنين صوتهم. خبراء يحذرون من العنف الأعمى الذي يسفك الدماء مرتين - مرة للضحايا ومرة للقضية. الخوف يسكن قلوب المجتمع اليهودي، بينما الإحباط يملأ نفوس مناصري فلسطين.
في ظل تصاعد التوتر حول غزة، واستقطاب سياسي بريطاني حاد، جاءت هذه الحادثة لتكون بمثابة صاعقة تعيد للأذهان هجمات لندن 2005 وتأثيرها الكبير. الغضب من أحداث غزة وسوء فهم لطبيعة النضال الحقيقي ألقيا بظلالهما القاتمة على القضية. الخبراء يحذرون من انتكاسة كبرى ممكنة.
التأثير الفوري لا يمكن تجاهله: إلغاء فعاليات مؤيدة لغزة، تراجع المتطوعين، وخوف من التعبير العلني عن الآراء. من المتوقع أن تفرض قوانين أمنية أكثر صرامة، وتعكس التيارات الداعمة في المجتمع البريطاني. هناك دعوة لإعادة تعريف أساليب النضال بما يضمن حضارية. تختلف ردود الأفعال بين غضب حكومي وصمت رسمي، وصدمات لدى المجتمع اليهودي، وإحباط لدى المناصرين.
تلخيصاً للنقاط الأساسية، حادثة واحدة استطاعت أن تغير موازين القوى وتزعزع التعاطف. مستقبل القضية الفلسطينية في أوروبا بات على المحك. هناك حاجة ملحة لإعادة تعريف النضال، والتأكيد على سلميته. ويبقى السؤال: "هل سنترك الجهل يقتل العدالة، أم سنحمي القضية من أصدقائها قبل أعدائها؟"