في تطور صادم هز محافظة رابغ الساحلية، نجحت الأجهزة الأمنية السعودية في توجيه ضربة قاصمة لشبكة إجرامية خطيرة، حيث ألقت القبض على 3 مقيمات مصريات متورطات في ترويج مادة الميثامفيتامين المخدر "الشبو" - السم الأبيض القاتل الذي يدمر 90% من متعاطيه في أقل من سنة واحدة. العملية الأمنية المحكمة التي استمرت لساعات طويلة تُعتبر انتصاراً جديداً في الحرب الشرسة ضد تجار الموت والدمار.
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن مديرية مكافحة المخدرات، فقد تم إيقاف المتهمات الثلاث واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهن، قبل إحالتهن فوراً إلى النيابة العامة. "هؤلاء المتهمات لا يمثلن الجالية المصرية الشريفة التي تساهم في بناء المملكة"، يؤكد أبو فهد، مقيم مصري يبلغ من العمر 38 عاماً، معبراً عن إدانته الشديدة لهذه الأفعال المشينة. النقيب خالد الغامدي، الضابط الذي قاد العملية بنجاح، يصف اللحظات الحاسمة: "كانت مداهمة دقيقة استغرقت التحضير لها أسابيع طويلة".
محافظة رابغ، هذه البوابة الساحلية الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر، تحولت في الآونة الأخيرة إلى نقطة جذب للعصابات الإجرامية التي تستغل موقعها الجغرافي المميز وقربها من طرق التهريب الدولية. خبراء الأمن يشيرون إلى أن هذه العملية تذكرنا بالضربة الأمنية الكبرى التي شهدتها جدة العام الماضي، مؤكدين أن "هذا مجرد البداية لحملة أمنية أوسع وأشمل". الدكتور أحمد السليماني، أستاذ علم الجريمة، يحلل: "هذه العمليات تعكس يقظة استثنائية للأجهزة الأمنية ومدى تطور أساليبها في مواجهة الجريمة المنظمة".
على أرض الواقع، تتنفس الأسر في الأحياء المجاورة الصعداء أخيراً بعد القضاء على مصدر الرعب الذي كان يهدد أمان أطفالهم. أم محمد، البالغة من العمر 45 عاماً وأم لثلاثة أطفال، تعبر عن مشاعر الارتياح: "كنت أخشى على أولادي كل يوم، والآن أنام مطمئنة أخيراً". السلطات الأمنية تتوقع تشديداً أمنياً شاملاً في المنطقة خلال الأيام القادمة، مع إطلاق حملات توعية مكثفة للمواطنين والمقيمين. ردود الأفعال تتراوح بين التأييد المطلق للعملية الأمنية والقلق المفهوم من إمكانية تعميم الاتهامات على جنسيات بعينها.
في ختام هذا الإنجاز الأمني المشهود، تجدد السلطات السعودية دعوتها لجميع المواطنين والمقيمين للمساهمة الفعالة في حماية النسيج المجتمعي من خلال الإبلاغ الفوري عن أي أنشطة مشبوهة، مع ضمان السرية التامة للمبلغين. السعودية تواصل حربها المقدسة ضد تجار السموم بلا هوادة أو تراجع، مؤكدة التزامها الراسخ بحماية المجتمع من كل ما يهدد أمنه واستقراره. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل نحن جميعاً مستعدون لأن نكون عيوناً ساهرة على أمن مجتمعنا وحماية أطفالنا من هذا الخطر المحدق؟