80 عاماً من الحروب المتواصلة... جيل كامل لم يعرف طعم السلام. في تطور يصفه البعض بالكارثي، الأمير تركي الفيصل يحذر من عودة "عصر الوحوش"، واصفاً الوضع العالمي بكونه يقف على مفترق طرق خطير. الانهيار الوشيك للنظام العالمي كما نعرفه قد يحدث تحولاً مصيرياً يشمل كافة أنحاء الشرق الأوسط.
الأمير تركي الفيصل، خلال كلمته في باليرمو، إيطاليا، شدد على أن العالم قد يعايش "زمن الوحوش" وفقاً لمقولة الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي. الأرقام تتحدث بصوت مرتفع عن انهيار 80 عام من الهيمنة، في حين يتساءل السفير السابق تشاس فريمان عن "موت العالم القديم". الأمير تركي يروي مخاوفه من أن تشكل هذه التطورات قلقاً دولياً يؤدي إلى مراجعات سياسية وتحركات دبلوماسية عاجلة.
الخلفية تكشف عن عالم يتراجع فيه النظام الليبرالي، بينما تتقدم قوى جديدة مثل الصين وروسيا والهند. الأسباب متعددة: حروب إقليمية وعجز مجلس الأمن وسياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. الخبراء يقارنون الوضع الحالي بفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، مع تحذيرات من إمكانية ظهور صراعات جديدة وإعادة تشكيل النظام العالمي.
على المستوى الشخصي، يعيش المواطنون حالة من القلق جراء عدم استقرار الأسواق وتفشي أزمة اللاجئين، مع توقعات بتشكل نظام عالمي جديد وتحالفات مختلفة. ومع ذلك، تحذير وترقب يسيطران على الساحة الدبلوماسية، بانتظار فرصة ذهبية لدول الخليج والسعودية لأخذ زمام المبادرة وقيادة المنطقة نحو مستقبل أفضل. ردود الأفعال تتفاوت بين قلق أوروبي وتحرك دبلوماسي وترقب شعبي.
تلخص جميع النقاط في أن النظام العالمي القديم بدأ بالانهيار، مؤذناً ببزوغ "عصر الوحوش"، إلا أن الأمل يكمن في دور سعودي محوري بقيادة جديدة للحلول السلمية، مستشرفين نظام عالمي جديد يعترف بدولة فلسطينية ويحقق السلام الإقليمي. العمل الدولي الجماعي أصبح ضرورة ملحة، فهل سننجح في ترويض وحوش هذا العصر قبل أن تلتهم العالم؟