أكد الأمين العام لحزب الله الجمعة 29-5-2009 استعداد إيران لتسليح الجيش اللبناني بالطائرات والصواريخ، التي ترفض الولايات المتحدة والغرب تزويده بها، متعهدا تقوية الجيش في مواجهة إسرائيل إذا فاز مع حلفائه في الانتخابات النيابية.
وقال حسن نصر الله في احتفال حاشد في مدينة بعلبك في سهل البقاع (شرق) في الذكرى التاسعة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في الـ25 من مايو/أيار 2000 "الولايات المتحدة ليست مستعدة لتسليح الجيش، وكذلك الغرب ومعظم الدول العربية بذريعة أن تقديم السلاح للجيش سيجعله يصل إلى يد حزب الله، انتخبوا المعارضة وأنا أدلكم على الجهات المستعدة لتسليح الجيش".
ويشهد لبنان تنافسا حادا بين الأكثرية الحالية (قوى 14 آذار) المدعومة من الغرب ودول عربية بارزة وبين المعارضة (قوى 8 آذار) القريبة من سوريا وإيران وأبرز مكوناتها حزب الله.
وأضاف نصر الله "لا أحد ينتظر أن تأتي إيران لتسليح الجيش ولكن أية حكومة (لبنانية) تذهب إلى إيران وتقول نريد تسليح الجيش، ما أعرفه (عندها) أن إيران وعلى رأسها الإمام الخامنئي لن تبخل على لبنان بتسليح الجيش بلا شروط".
وقال "من يريد تسليح الجيش يعطيه دفاعا جويا وصواريخ مضادة للدروع وصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، وحتى 10 طائرات ميغ لا تغير شيئا في المعادلة"، في إشارة إلى الطائرات التي تعهدت روسيا تقديمها للجيش.
وتابع "إذا فازت المعارضة في الانتخابات ستفي بتعهداتها وستعمل على تسليح الجيش (...) المهم أن تتوفر قناعة جدية لدى القوى السياسية بأننا نريد جيشا قويا، وأن يكون البعض قد تخلى بصدق عن نظرية قوة لبنان في ضعفه".
وكرر نصر الله دعوته إلى قوى 14 آذار للمشاركة في الحكم إذا خسرت أكثريتها النيابية.
وقال "بعد الـ7 من يونيو/حزيران نريد حكومة وحدة وطنية وتفاهما وأخذ العبر من الماضي... واستكمال الحوار الوطني؛ لأننا نريد استراتيجية دفاعية وطنية حقيقية".
يذكر أن حصر السلاح في يد الدولة هو بين أبرز مواضيع الخلاف بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار، ويملك حزب الله ترسانة أسلحة يعتبر أن الاحتفاظ بها ضروري لمواجهة إسرائيل، بينما تؤكد الأكثرية وجوب أن يكون قرار استخدام السلاح محصورًا بالدولة.
ويناقش القادة اللبنانيون مصير سلاح حزب الله في إطار استراتيجية دفاعية على طاولة للحوار يرعاها رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
واتهم نصر الله الولايات المتحدة بالتدخل في الانتخابات.
وقال "نواجه انتخابات يعمل فيها الأمريكي بشكل مباشر وتنفق أموالا ويستقدم فيها نائب رئيس الولايات المتحدة"، في إشارة إلى زيارة جو بايدن لبيروت واجتماعه مع قادة في الأكثرية.
وكان بايدن أكد في الـ22 من الشهر الجاري في بيروت أن مساعدات بلاده المستقبلية للبنان ستتوقف على "تشكيلة الحكومة المقبلة وسياساتها"، في تلميح إلى احتمال فوز المعارضة في الانتخابات.
يذكر أن حجم المساعدات العسكرية الأمريكية للبنان منذ 2005 تجاوز نصف المليون دولار بين تدريبات ومعدات.