ارتفعت أسعار الذهب في السوق المصرية بشكل ملحوظ خلال تعاملات اليوم الخميس، حيث شهد عيار 21 الأكثر تداولاً قفزة بقيمة 30 جنيهاً مع احتساب المصنعية، ليصل سعر البيع إلى 4815 جنيهاً مقارنة بسعر شراء يبلغ 4790 جنيهاً، بينما حافظت سبائك الذهب على استقرارها النسبي بعد موجة التقلبات الأخيرة لتصل قيمة السبيكة ذات الكيلو الواحد إلى 5.3 مليون جنيه.
تأتي هذه القفزة السعرية وسط متابعة حثيثة من المستثمرين والمتعاملين في سوق المعدن النفيس، خاصة مع تأثر أسعار الذهب بالتحركات في أسواق العملات الدولية والمحلية. وقد سجل العيار الخالص 24 مستوى 5502.75 جنيه للبيع مقابل 5474.25 جنيه للشراء، فيما وصل عيار 22 إلى 5044.25 جنيه للبيع و5018 جنيهاً للشراء.
وفي تطور لافت، أظهرت بيانات السوق أن أسواق الذهب في مصر تشهد إقبالاً متزايداً على السبائك الذهبية كبديل استثماري آمن، حيث بلغ سعر أوقية الذهب عالمياً 3562 دولاراً مع تباين واضح بين الأسعار العالمية والمحلية نتيجة العوامل المحلية وتكاليف المصنعية والتداول.
تنوعت أسعار السبائك الذهبية بحسب الأوزان المختلفة، حيث سجلت السبيكة ذات الجرام الواحد 5486 جنيهاً، بينما وصلت سبيكة الـ100 جرام إلى 535200 جنيه، وبلغت قيمة السبيكة ذات الـ500 جرام 2.676 مليون جنيه. هذا الاستقرار النسبي في أسعار السبائك يعكس ثقة المستثمرين في هذا النوع من الاستثمار الذي يتميز بانخفاض تكاليف المصنعية مقارنة بالمشغولات الذهبية التقليدية.
ويرجع المحللون الاقتصاديون هذا الارتفاع في أسعار الذهب إلى عدة عوامل محورية، منها التطورات في أسعار صرف العملات الأجنبية وتحديداً الدولار الأمريكي الذي يؤثر بشكل مباشر على تسعير المعدن النفيس عالمياً. كما تلعب التقلبات الجيوسياسية والأحداث الاقتصادية العالمية دوراً مهماً في توجيه استراتيجيات المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.
وفي هذا السياق، تشير الأرقام الرسمية إلى أن عيار 18 وصل إلى 4127.25 جنيه للبيع مقابل 4105.75 جنيه للشراء، مما يعكس الطلب المتنوع على مختلف عيارات الذهب حسب احتياجات وميزانيات المستهلكين والمستثمرين المختلفة.
ويؤكد خبراء السوق أن المصنعية تمثل عاملاً حاسماً في تحديد الأسعار النهائية للمشغولات الذهبية، حيث تختلف من صائغ لآخر بناءً على تعقيد التصميم ومستوى المهارة المطلوبة، بالإضافة إلى تكاليف المواد المساعدة المستخدمة في عمليات التصنيع والتشكيل.
ومع استمرار تقلبات أسعار العملات في الأسواق الإقليمية، كما هو الحال في السوق الليبية حيث شهد سعر الدولار ارتفاعاً هامشياً ليصل إلى 7.81 دينار مقابل الدينار الليبي، تتجه أنظار المستثمرين العرب نحو الذهب كوسيلة لحماية قيمة مدخراتهم من التضخم وتقلبات أسعار الصرف.
وتظهر الإحصائيات الحديثة تزايد الاهتمام بالاستثمار في السبائك الذهبية نظراً لمزاياها المتعددة، خاصة كونها خالية تقريباً من تكاليف المصنعية مما يعني هامش ربح أعلى عند البيع، بالإضافة إلى كونها وسيلة موثوقة لتخزين القيمة على المدى الطويل ومناسبة للمستثمرين الساعين للتداول السريع في أوقات التقلبات السعرية الحادة.