أعلنت دار الإفتاء المصرية رسميًا ثبوت رؤية هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريًا، مؤكدة أن يوم الأحد 24 أغسطس 2025 هو أول أيام الشهر، وبناءً على ذلك سيكون المولد النبوي الشريف يوم الخميس الموافق 4 سبتمبر 2025.
وأوضحت الدار في بيان رسمي وقعه الدكتور نظير محمد النظير عياد، مفتي الجمهورية، أنه تم استطلاع الهلال بعد غروب شمس يوم السبت الموافق 23 أغسطس، وأن اللجان الشرعية والعلمية المنتشرة في أنحاء الجمهورية تحققت من الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة للهلال.
توافقت النتيجة الشرعية مع التوقعات الفلكية التي أعلنها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، حيث أكد الدكتور طه رابح، رئيس المعهد، أن الهلال ولد في تمام الساعة التاسعة والثامنة دقائق صباحًا بتوقيت القاهرة المحلي الصيفي. وبقي الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة والقاهرة لمدة 15 دقيقة بعد غروب الشمس، بينما تراوح بقاؤه في باقي محافظات مصر بين 15 إلى 16 دقيقة.
يُعتبر شهر ربيع الأول من أكثر الشهور قدسية لدى المسلمين، حيث يحتفلون في الثاني عشر منه بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد أكدت دار الإفتاء أن الاحتفال المولد النبوى الشريف من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي.
وفي هذا السياق، تشير التقاليد الإسلامية إلى أهمية إحياء السنن المرتبطة شهر ربيع الأول، ومنها دعاء رؤية الهلال الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله عند رؤية الهلال: "اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ".
وبناءً على تأكيد رؤية هلال شهر ربيع الأول، سيبدأ المسلمون في مختلف أنحاء العالم الاستعداد للاحتفال المولد النبوي الذي يُعتبر من أبرز المناسبات الدينية في التقويم الإسلامي. وتقام في هذه المناسبة فعاليات دينية متنوعة تشمل قراءة السيرة النبوية والأناشيد الدينية والمحاضرات التي تستلهم حياة النبي وسيرته العطرة.
أكدت دار الإفتاء أن ذكرى المولد تمثل "إطلالة الرحمة الإلهية على البشرية"، مشيرة إلى أن رسالة النبي لا تقتصر على أهل زمانه فقط بل تمتد لتشمل الإنسانية جمعاء عبر العصور. وقد سن النبي نفسه الشكر لله على ميلاده الشريف، حيث كان يصوم يوم الإثنين ويقول: "ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه".
وبهذه المناسبة الكريمة، تقدمت دار الإفتاء بالتهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، متمنية له دوام الصحة والعافية، كما تقدمت بالتهنئة للشعب المصري ولجميع رؤساء الدول العربية والإسلامية وملوكها وأمرائها وللمسلمين كافة في كل مكان، داعية الله أن يُعيد على مصر وعليهم جميعًا أمثال هذه الأيام المباركة باليمن والخير والبركات والأمن والسلام.
يُذكر أن علماء الفلك يؤكدون دقة توقعاتهم الفلكية، حيث بقي الهلال في سماء العواصم والمدن العربية والإسلامية لمدد تتراوح بين 7 إلى 21 دقيقة بعد غروب الشمس، مما يؤكد إمكانية رؤيته في معظم البلدان الإسلامية. هذا التوافق بين الحسابات الفلكية والرؤية الشرعية يعكس التكامل بين العلم والدين في تحديد المناسبات الإسلامية المهمة.
