ينطلق صيادو مدينة المخا كل صباح نحو مرسى الصيد عبر طريق تحول إلى مستنقع طيني حقيقي، فيما تحصل مناطق أخرى في المدينة على مشاريع تطويرية وخطط سفلتة شاملة. الكورنيش الساحلي الذي يشكل الممر الحيوي للوصول إلى البحر أصبح بؤرة للمعاناة اليومية بدلاً من كونه نافذة الأمل نحو كسب العيش.
تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صوراً صادمة تُظهر مدى تدهور الأوضاع في طريق الكورنيش، حيث ظهرت إحدى السيارات محاصرة وسط الطين كما لو كانت في وادٍ جبلي وعر وليس على ساحل بحري. هذه المشاهد أثارت موجة استياء عارمة بين المواطنين الذين يرون في هذا الإهمال تجاهلاً صارخاً لمحنة فئة مهمة من سكان المدينة تعتمد على البحر في رزقها اليومي.
الطريق يمثل شريان الحياة الأساسي للصيادين ومرتادي البحر الذين يتنقلون عبره بشكل يومي لممارسة مهنتهم، إلا أن السلطات المحلية تركته خارج دائرة الاهتمام رغم الضرورة الملحة لتأهيله. في المقابل، تشهد أجزاء أخرى من المدينة حركة تطوير ملحوظة تشمل مشاريع السفلتة والتحديث، مما يطرح تساؤلات حول معايير الأولويات في توزيع المشاريع التنموية. هذا التناقض في التعامل مع احتياجات المناطق المختلفة يعكس غياب الرؤية الشاملة للتخطيط الحضري الذي يراعي جميع فئات المجتمع وخاصة العاملين في القطاعات الإنتاجية الحيوية.