كشف المركز الوطني للأرصاد عن ظاهرة جوية نادرة تجتاح المملكة العربية السعودية، حيث تواجه 7 مناطق رئيسية تناقضاً مناخياً مذهلاً يتمثل في موجة حر شديدة تصل إلى 48 درجة مئوية في المنطقة الشرقية، بينما تشهد مناطق أخرى أمطاراً غزيرة وسيولاً محتملة في الوقت ذاته. هذا التباين الحاد في الأحوال الجوية يعكس التنوع المناخي الاستثنائي الذي تشهده المملكة خلال الفترة الحالية.
تسجل المنطقة الشرقية أعلى درجات الحرارة المتوقعة، حيث تصل الحرارة في محافظات الأحساء وبقيق والعديد والنعيرية وحفر الباطن وقرية العليا إلى مستويات قياسية تتراوح بين 47 و48 درجة مئوية. تستمر هذه الموجة الحارة من الحادية عشرة صباحاً حتى الخامسة عصراً، مما يضع هذه المناطق في مواجهة مباشرة مع ظروف جوية قاسية تتطلب اتخاذ تدابير وقائية صارمة.
في المقابل، تشهد منطقة مكة المكرمة ومحافظاتها الجنوبية مشهداً جوياً مختلفاً تماماً، حيث تتعرض الطائف وأضم وبني يزيد لأمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة برياح عاصفة وتساقط للبرد. هذه الظروف الاستثنائية تحمل في طياتها احتمالية جريان السيول، مما يضع المنطقة في حالة تأهب قصوى لمواجهة التحديات المناخية المتوقعة خلال الفترة من الواحدة ظهراً حتى الثامنة مساءً.
تزداد تعقيدات المشهد الجوي مع تأثر محافظات جدة ورابغ والكامل والجموم وخليص وبحرة برياح قوية تصل سرعتها إلى 49 كيلومتراً في الساعة، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في مدى الرؤية. هذه الرياح النشطة تثير الأتربة وتزيد من خطورة الأوضاع الجوية، خاصة في مناطق الشعيبة والقنفذة التي تواجه إضافة إلى ذلك ارتفاعاً ملحوظاً في الأمواج.
المناطق الجنوبية لا تقل تأثراً بهذا التناقض المناخي، حيث تسجل جازان أحوالاً جوية متنوعة تشمل الأتربة المثارة وارتفاع الأمواج في بيش والدرب، والرياح النشطة في فرسان. بينما تتعرض محافظات الحرث والدائر والريث والعارضة والعيدابي وفيفا وهروب لأمطار متوسطة، تشهد مناطق أبو عريش وأحد المسارحة والطوال وصبيا وصامطة والضمد أمطاراً خفيفة، مما يؤكد التنوع الشديد في الظروف المناخية حتى داخل المنطقة الواحدة.
عسير والباحة تشاركان في هذا المشهد الجوي المتباين، حيث تواجه محافظات عسير مثل النماص وبلقرن وتنومة ورجال ألمع ومحايل وظهران الجنوب أمطاراً متوسطة، بينما تتعرض البرك والقحمة لأتربة مثارة وارتفاع في الأمواج. الباحة بدورها تشهد أتربة مثارة في بعض محافظاتها وأمطاراً متوسطة في أخرى، مما يعكس التعقيد الاستثنائي للحالة الجوية الراهنة.
المدينة المنورة وتبوك تضافان بعداً جديداً لهذا التناقض المناخي المذهل، حيث تواجه العيص في المدينة المنورة موجة حر شديدة تمتد من الحادية عشرة صباحاً حتى الخامسة مساءً، بينما تشهد الرايس وينبع أتربة مثارة وارتفاع أمواج. تبوك من جانبها تتعرض لرياح قوية تصل سرعتها إلى 49 كيلومتراً في الساعة، مما يحد بشكل كبير من الرؤية ويزيد من التحديات التي تواجه حركة المرور والأنشطة اليومية.
يؤكد المركز الوطني للأرصاد أن هذا التناقض الجوي الاستثنائي يتطلب من المواطنين والمقيمين اتخاذ تدابير وقائية مشددة، خاصة مع تزامن هذه الظروف مع اقتراب موسم الحج. التوصيات تشمل توخي الحذر الشديد أثناء القيادة، والابتعاد عن مجاري السيول والأودية، ومتابعة تحديثات الأحوال الجوية بشكل مستمر، إضافة إلى الالتزام بإرشادات الجهات المختصة لضمان السلامة العامة في ظل هذه الظروف الجوية الاستثنائية التي تجمع بين أقصى درجات الحرارة والأمطار الغزيرة في بقعة جغرافية واحدة.