لم يكن ركاب الرحلتين يتوقعون أن تتحول لحظة الإقلاع والهبوط في مطار صنعاء إلى مشهد يكاد يُكتب فيه فصل كارثة جوية جديدة في سماء اليمن، لولا تدخل الحظ وحنكة الطيارين في الثواني الأخيرة.
مصدر ملاحي مطلع كشف يوم الأربعاء، أن طائرتين – إحداهما تابعة للأمم المتحدة والأخرى مدنية – اقتربتا بشكل خطير من الاصطدام فوق مدرج مطار صنعاء الدولي، بعد أن تزامن هبوط إحداهما مع إقلاع الأخرى دون أي تنسيق.
السبب؟ غياب برج المراقبة الجوية، الذي يُفترض أن يكون عين السماء فوق المطار، وينظم حركة الطائرات ويحمي أرواح المسافرين.
لكن ما حدث، بحسب المصدر، يُعد خللًا فادحًا يعكس خطورة الوضع الراهن في مطار تديره جماعة غير مؤهلة للتعامل مع سلامة الطيران المدني.
الاصطدام كان وشيكًا.. لكن الطاقمين أنقذا الموقف في اللحظة الأخيرة، وفقا للمصدر الملاحي الذي أوضح "دخلت الطائرتان في مسارين متقاربين فوق المدرج، دون أي توجيه من برج مراقبة غائب تمامًا عن المشهد، في واحدة من أخطر الحوادث التي تُسجل في سماء اليمن"، مؤكدًا أن الأمر كاد أن ينتهي بكارثة مميتة لولا مهارة الطيارين.
وشهدت حركة الطيران نشاطًا غير مسبوق في المطار خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث هبطت 8 طائرات بين الاثنين 28 يوليو والأربعاء 30 يوليو، بينها 3 رحلات اليوم فقط، ما يثير الشكوك حول طبيعة هذه الرحلات والجهات التي تسمح بعبورها. وفقا لمصادر مطلعة.
ووسط هذه التطورات، تتزايد الدعوات المحلية والدولية إلى ضرورة تعليق حركة الطيران من وإلى مطار صنعاء، حتى يتم إعادة تأهيله بشكل كامل وفق المعايير الدولية، وتزويده ببرج مراقبة جوية متكامل لضمان سلامة الرحلات وركابها.