تشهد واحة الأحساء تحولات استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة في المملكة العربية السعودية، وذلك عبر تنفيذ 57 مشروعًا سياحيًا وتنمويًا بقيمة إجمالية تصل إلى 6.9 مليار ريال، تعكس هدف المنطقة في رفع مستوى الجذب السياحي واستثمار المقومات الطبيعية والتاريخية لموقعها الفريد.
أُعلن عن هذه المبادرات ضمن خطط التطوير الشاملة التي تدعمها الحكومة السعودية في ضوء رؤية المملكة 2030، والرامية إلى تنويع الاقتصاد وزيادة الإيرادات غير النفطية. وتلعب هيئة تطوير الأحساء بالشراكة مع الأمانة دورًا محوريًا في تقديم الخدمات والمرافق التي تعزز من جاذبية الواحة للسياح، مع توفير بيئة داعمة للاستثمار وجذب القطاع الخاص.
تضم هذه المشروعات البارزة مبادرات لتحسين البنية التحتية وتوسيع نطاق الخدمات البلدية، مثل تطوير منظومة الري الحديثة التي تمتد على طول 1,400 كيلومتر وتخدم آلاف المزارعين، مما يسهم في رفع الإنتاجية الزراعية ويعزز الأمن المائي والبيئي. كذلك، تعمل الأحساء على تعزيز وسائل النقل العام من خلال مشروع "حافلات الأحساء"، الذي يهدف لتقليل الازدحام المروري وخفض الانبعاثات الكربونية بفضل تشغيل 41 حافلة تُغطي أكثر من 300 كيلومتر.
ومن بين المشاريع الأخرى التي تُعنى بتنمية المجتمع المحلي وتحسين جودة الحياة، يتم التركيز على إنشاء الحدائق العامة ومسارات المشاة، إضافة إلى مبادرات لاعادة تدوير الأنقاض، والتي تمثل خطوة مبتكرة على مستوى المملكة في مجال الاستدامة البيئية.
حظيت هذه الجهود بترحيب واسع من جانب المسؤولين في المنطقة الشرقية، حيث أكدوا على أهمية الدور الذي تلعبه الأحساء كمركز ثقافي واقتصادي وسياحي، وأشاروا إلى الإمكانيات الكبيرة للنمو السياحي في المنطقة والتي تضعها ضمن أبرز الوجهات السياحية على مستوى الشرق الأوسط.
تلقى واحة الأحساء دعمًا كبيرًا يزيد من فرصها لتبوء مكانة متقدمة على خريطة السياحة العالمية. وتتطلع الأمانة والجهات المعنية إلى استقبال المستثمرين والسياح من داخل وخارج المملكة، للاستفادة من مشاريع التنموية المتواصلة وخدماتها عالية الجودة. وتُعتبر الأحساء بجمال طبيعتها وتاريخها الثري إحدى الجواهر الخلّابة التي تبرز عبر مزيج فريد من الأصالة والحداثة، مكسبةً رؤية 2030 زخمًا إضافيًا نحو تحقيق أهدافها الواسعة.
