كشفت دراسة علمية حديثة أن موجات الحر الشديد التي تشهدها المملكة العربية السعودية تتسبب في أضرار بيولوجية لا يمكن التعافي منها، حيث تعمل على تسريع عملية شيخوخة الجسم البشري بطريقة قد تكون دائمة.
وأوضح الباحثون أن التعرض المتكرر لدرجات الحرارة المرتفعة يسبب اضطرابات في الأنظمة الحيوية للجسم، بدءًا من المستوى الجزيئي للخلايا. وتتمثل التأثيرات الضارة في ثلاثة محاور رئيسية: اختلال التعبير الجيني الذي يعطل آليات إصلاح الخلايا، وزيادة الالتهابات على المستوى الخلوي، وإضعاف قدرة الجسم على مقاومة أمراض الشيخوخة.
وحددت الدراسة الفئات الأكثر عرضة لهذه المخاطر، وهم كبار السن بسبب ضعف قدرتهم على تنظيم حرارة أجسامهم، والمصابون بأمراض مزمنة، والأطفال الذين لم تكتمل تطور أجهزتهم الحيوية بعد.
وفي ضوء هذه النتائج، أوصى الباحثون باتخاذ إجراءات وقائية خلال موجات الحر، تشمل البقاء في أماكن مكيفة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، والإكثار من شرب الماء، وارتداء ملابس فاتحة وفضفاضة، مع ضرورة توجيه اهتمام خاص للفئات الأكثر عرضة للخطر.
وأكدت الدراسة أن ارتفاع درجات الحرارة لم يعد مجرد ظاهرة مناخية، بل أصبح تهديدًا بيولوجيًا يستدعي وعيًا جماعيًا وتخطيطًا صحيًا استباقيًا للتقليل من آثاره طويلة المدى على صحة الإنسان.