أصدرت وزارة النقل اليمنية بياناً رسمياً يوم أمس الخميس الموافق 8 مايو 2025 تعرب فيه عن أسفها البالغ لتدمير ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية بشكل كامل نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف مطار صنعاء الدولي يوم الثلاثاء الماضي. 

وقد حمّلت الوزارة في بيانها مليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن هذه الخسائر، مشيرة إلى أن الطائرات كانت محتجزة بطريقة غير قانونية منذ يوليو 2024 رغم المحاولات المتكررة لإخراجها من مناطق الخطر.

بيان وزارة النقل وتحديد المسؤول:

أوضح البيان الصادر عن وزارة النقل من العاصمة عدن أن المليشيات الحوثية تتحمل المسؤولية الكاملة عما حصل للطائرات المدمرة من طرازات A320-AFA وA320-AFC وA330-AFE، 

معتبرة أن احتجاز الطائرات في مطار صنعاء منذ اختطافها عند عودتها من جدة في يونيو 2024 بعد نقل الحجاج هو السبب المباشر للكارثة. 

وأشارت الوزارة إلى عدم اكتراث الحوثيين بالمخاطر المحدقة بالمطار والطائرات، متجاهلين التحذيرات المتكررة وجهود قيادة الشركة في عدن للتواصل معهم لنقل الطائرات إلى مطارات خارجية أو مطارات المناطق المحررة.

تفاصيل الحادث وجهود سابقة:

كشفت وزارة النقل في بيانها تفاصيل الحادث الذي وقع يوم الثلاثاء 6 مايو 2025، حين تعرضت الطائرات الثلاث لتدمير كامل نتيجة القصف الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي. 

تجدر الإشارة إلى أن الطائرات كانت متوقفة في المطار منذ يوليو من العام الماضي، بعد احتجازها بطريقة غير قانونية عند عودتها من رحلة نقل الحجاج من جدة. 

وقد أكدت الوزارة أنها بذلت خلال الفترة الماضية جهوداً حثيثة مع الجهات العليا في الدولة والأشقاء في التحالف العربي والمبعوث الأممي بهدف إعادة الطائرات، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.

وذكر البيان أن قيادة شركة الخطوط الجوية اليمنية في عدن كانت على تواصل مستمر مع الحوثيين لإقناعهم بضرورة إخراج الطائرات من مطار صنعاء إلى مطارات خارجية أكثر أماناً أو إلى مطارات المناطق المحررة، لكن دون استجابة. 

هذا ويأتي تدمير الطائرات الثلاث في سياق تصاعد التوتر في المنطقة، حيث تمثل هذه الحادثة ضربة موجعة لقطاع النقل الجوي اليمني الذي يعاني أصلاً من تحديات جمة نتيجة الصراع المستمر في البلاد منذ سنوات.

تداعيات الحادث ومستقبل الشركة:

أعربت وزارة النقل عن قلقها البالغ إزاء ما آلت إليه الأمور من نتائج كارثية تهدد مستقبل شركة الخطوط الجوية اليمنية وموظفيها، خاصة بعد أن خسرت نصف أسطولها الجوي. ونظراً لخطورة الوضع، 

وناشدت الوزارة كافة الأطراف ذات العلاقة، وفي مقدمتهم مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة الحكومة والأشقاء في قيادة التحالف العربي والمبعوث الأممي، لمساعدة الشركة على استعادة طائراتها الناجية من القصف والرابضة حالياً في مطار الملكة علياء في الأردن، حيث تصر المليشيات الحوثية على الاحتفاظ بها حتى بعد كل ما تسببت به من خسائر ودمار وتهديدات على الشركة.

وبالتوازي مع هذه الجهود، أكدت الوزارة أنها وجهت قيادة شركة الخطوط الجوية اليمنية للقيام بدورها تجاه المسافرين العالقين في مطار الملكة علياء في الأردن، وتقديم كافة التسهيلات المطلوبة للراغبين بالعودة إلى أرض الوطن عبر مطار عدن الدولي، وذلك على متن نفس الطائرة التي أقلتهم إلى الأردن. 

ومن جانب آخر، شددت الوزارة على حرصها ومؤسساتها التابعة على تقديم كافة التسهيلات لخدمات النقل الجوي لجميع المسافرين من المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية، من خلال المطارات العاملة في المناطق المحررة، في محاولة للتخفيف من وطأة هذه الأزمة على المواطنين.

ويشكل هذا الحدث منعطفاً خطيراً في مسار الصراع اليمني، حيث تزداد التحديات أمام قطاع النقل الجوي اليمني الذي يواجه صعوبات متزايدة. 

وتستمر وزارة النقل في مساعيها لمواجهة هذه الأزمة من خلال التنسيق مع الشركاء الدوليين والمحليين، غير أن المخاطر لا تزال قائمة طالما استمرت المليشيات الحوثية في سلوكها الذي وصفته الوزارة بالتدميري، الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لحماية البنى التحتية المدنية والحيوية في اليمن.