الرئيسية / مال وأعمال / سفينة دولية تحدت الحظر الأمريكي وحاولت تزويد الحوثيين بالوقود في "راس عيسى".. الكشف عن مصيرها وهوية وجنسية طاقمها؟
سفينة دولية تحدت الحظر الأمريكي وحاولت تزويد الحوثيين بالوقود في "راس عيسى".. الكشف عن مصيرها وهوية وجنسية طاقمها؟

سفينة دولية تحدت الحظر الأمريكي وحاولت تزويد الحوثيين بالوقود في "راس عيسى".. الكشف عن مصيرها وهوية وجنسية طاقمها؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 27 أبريل 2025 الساعة 12:10 صباحاً

تشهد مياه البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن توترًا متزايدًا بعد قصف أمريكي استهدف سفينة مجهولة الهوية كانت ترسو في ميناء رأس عيسى النفطي. 

وقعت هذه الأحداث المثيرة للجدل يوم الجمعة 25 أبريل 2025، حين شنت القوات الأمريكية غارات جوية على سفينة كانت تحاول تفريغ شحنة وقود لصالح جماعة الحوثي، متحدية بذلك التحذيرات الأمريكية الصريحة.

ووفقًا للمعلومات الواردة، أدت الغارات إلى إصابة ثلاثة بحارة روس بجروح متفاوتة، مما استدعى تدخل قوات خفر السواحل التابعة للحوثيين لنقل المصابين. 

ويأتي هذا التطور بعد شهر من إعلان واشنطن رسميًا أن أية محاولات لتزويد جماعة الحوثي بالوقود عبر الموانئ البحرية ستعتبر أهدافًا مشروعة للعمليات العسكرية الأمريكية.

الضربات الأمريكية والسفينة الغامضة

أعلنت جماعة الحوثي في اليوم التالي للهجوم أن ثلاثة من البحارة الروس أصيبوا نتيجة الضربات الأمريكية التي استهدفت السفينة الراسية في ميناء رأس عيسى. 

وقد صرح وزير خارجية الحوثيين غير المعترف به دوليًا أن هذه السفينة كانت تحاول تفريغ شحنة نفط مخصصة للاستخدام المحلي في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد أصدرت تحذيرًا واضحًا في منتصف مارس 2025، مؤكدة أن أي محاولة لإمداد الحوثيين بالوقود أو الإمدادات اللوجستية عبر البحر الأحمر ستواجه بردود عسكرية حاسمة. وعلى ما يبدو، فإن الضربات الأخيرة تأتي تطبيقًا عمليًا لهذه التحذيرات.

تلفت هذه الحادثة الانتباه إلى استمرار محاولات كسر الحظر البحري المفروض على الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتثير تساؤلات حول قدرة الجماعة على استقطاب دعم خارجي رغم التهديدات الأمريكية المتكررة.

الموقف الروسي والدعوات لتجنب التصعيد

من جانبها، لم تتأخر موسكو في إبداء موقفها من الحادث، حيث وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الغارات الأمريكية بأنها "غير مبررة وغير مقبولة". 

وأضافت زاخاروفا في تصريحاتها أن روسيا تدعو إلى وقف أعمال العنف وتجنب أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع المتوتر أصلًا في المنطقة.

إلى ذلك، أكدت المتحدثة الروسية استمرار جهود بلادها في العمل على تطبيع الأوضاع في اليمن. 

وتشير ردود الفعل الروسية الحادة هذه إلى احتمال وجود ارتباط بين موسكو والسفينة المستهدفة، خاصة مع وجود بحارة روس على متنها، مما يعمق التوتر بين القوى الدولية المتنافسة على النفوذ في منطقة البحر الأحمر.

التساؤلات حول الجهة المسؤولة والدعم اللوجيستي:

تثير حادثة استهداف السفينة الغامضة عدة تساؤلات محورية حول هوية الجهات التي تقف خلف إرسال هذه السفينة رغم التحذيرات الأمريكية الصريحة. 

وبينما لا تزال الهوية الرسمية للسفينة مجهولة، فإن وجود طاقم روسي على متنها يشير إلى احتمالات تورط أطراف دولية في محاولة دعم الحوثيين لوجستيًا.

هذا الحدث يكشف عن بُعد آخر للصراع في اليمن والبحر الأحمر، إذ يبدو أن المعركة لم تعد عسكرية فحسب، بل أصبحت صراعًا معقدًا لتأمين خطوط الإمداد وحماية المصالح الدولية. 

ويشير خبراء في الشؤون الاستراتيجية إلى أن استمرار محاولات كسر الحظر البحري يعكس رغبة قوى إقليمية ودولية في تحدي النفوذ الأمريكي في المنطقة.

ويبقى السؤال الأهم: هل هناك أطراف إقليمية أخرى تعمل على دعم الحوثيين من خلال تزويدهم بالوقود والإمدادات الحيوية؟ 

وهل تمثل السفينة المستهدفة جزءًا من شبكة إمداد أوسع تحاول قوى معينة إنشاءها لمواجهة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر؟

وتظل قضية ميناء رأس عيسى شاهدة على تعقيدات الوضع في البحر الأحمر، حيث يتداخل الصراع المحلي مع المنافسة الدولية. 

ولا تزال هوية السفينة المستهدفة والجهات التي تقف خلفها غير معلنة رسميًا، لكن المؤشرات تشير إلى استمرار التوتر مع تصاعد الضربات الأمريكية وردود الفعل الروسية الحادة.

ومع استمرار الغموض حول تفاصيل الحادث، يبدو أن معركة السيطرة على البحر الأحمر ستزداد تعقيدًا في الأيام المقبلة، 

خاصة مع ارتفاع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، ومحاولات أطراف مختلفة للتأثير على مجريات الأحداث في هذه المنطقة الاستراتيجية.

اخر تحديث: 27 أبريل 2025 الساعة 12:10 صباحاً
شارك الخبر