تحت وطأة أشعة الشمس الحارقة، تمتد طوابير السيارات في منفذ الوديعة الحدودي بشكل يكاد يكون لا نهائي، في مشهد بات مألوفًا خلال الأيام الأخيرة.
المسافرون الذين يقصدون المملكة العربية السعودية وجدوا أنفسهم عالقين في انتظار قد يطول لساعات وربما لأيام، وسط معاناة إنسانية تتفاقم مع مرور الوقت وارتفاع درجات الحرارة.
الأسباب وراء الازدحام:
تتعدد الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع غير المسبوق في منفذ الوديعة، حيث كشف مسافرون تواصلوا مع "يمن برس"، عن تكدس المركبات بشكل غير معتاد منذ يومين.
ويبدو أن هناك تدفقًا كبيرًا للمسافرين الراغبين بدخول الأراضي السعودية، دون وجود استعدادات كافية من جانب السلطات المعنية في المنفذ لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة.
وأشاروا إلى أن البطء الشديد في إجراءات التفتيش والتدقيق الأمني يعد من أبرز العوامل المساهمة في تفاقم المشكلة.
هذا بالإضافة إلى محدودية المسارات المخصصة للعبور ونقص الكوادر البشرية المسؤولة عن إنهاء المعاملات، مما يجعل المسافر ينتظر لفترات طويلة قد تمتد لأيام كاملة قبل أن يتمكن من العبور إلى الجانب السعودي.
التأثيرات على المسافرين:
تحولت رحلة السفر إلى تجربة مؤلمة بالنسبة للكثيرين، خصوصًا الفئات الأكثر ضعفًا.
وفي هذا السياق، نقل شهود عيان صورًا مؤثرة لأطفال يصرخون من شدة التعب، ونساء منهكات، وشيوخ مرهقين يقفون تحت وهج الشمس لساعات طويلة. وصف أحد المسافرين الوضع بأنه "معاناة لا توصف" في ظل غياب أدنى معايير الراحة والخدمات الأساسية التي يحتاجها المنتظرون.
تفاقمت المعاناة مع ارتفاع درجات الحرارة وقلة المرافق الخدمية في منطقة الانتظار، مثل دورات المياه أو أماكن الاستراحة المظللة.
وقد عبر العديد من المسافرين عن استيائهم من تعامل المسؤولين مع الوضع، حيث وصفوا الأمر بأنه يفتقر إلى "الرحمة والإنسانية"، خاصة مع عدم وجود تواصل واضح حول أسباب التأخير أو الخطوات التي يتم اتخاذها لتخفيف الازدحام.
طوابير السيارات تعكس ازدحام منفذ الوديعة
