تشهد المملكة العربية السعودية خطوة مبتكرة في مسار التحول الرقمي للخدمات الحكومية مع إطلاق خدمة عرض شهادة الميلاد الرقمية للأسر الحاضنة. هذه الخدمة الجديدة، المتاحة عبر منصة أبشر، تأتي لتسهل على الأسر الحاضنة إمكانية الحصول على الوثائق الرسمية الخاصة بالأطفال الذين يرعونهم دون الحاجة لزيارة المقرات الحكومية، مما يعكس التوجه المتنامي نحو تبسيط الإجراءات الحكومية وجعلها أكثر سلاسة وفاعلية.
التحول الرقمي في الخدمات الحكومية
تمضي المملكة العربية السعودية بخطوات ثابتة نحو التحول الرقمي الشامل في مختلف القطاعات الحكومية، تماشيًا مع رؤية 2030 التي تضع الرقمنة كأحد أهم روافد التنمية المستدامة. وتعد هذه الخطوة المتعلقة بإتاحة شهادة الميلاد الرقمية للأسر الحاضنة جزءًا من منظومة متكاملة من الخدمات الإلكترونية التي تهدف إلى تقليص الفجوة بين المواطن والخدمات الحكومية، وتوفير الوقت والجهد على المستفيدين.
وأشارت التقارير إلى أن هذا التحول المتسارع في الخدمات الحكومية يسهم بشكل فعال في تخفيف الازدحام داخل المرافق الحكومية، ويقلل من التكدس الذي كان يشهده المواطنون والمقيمون خلال مراجعاتهم للدوائر الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الخدمات الإلكترونية توفر الكثير من النفقات المالية المتعلقة بالتنقل ومتطلبات المعاملات التقليدية، مما يحقق فائدة اقتصادية واجتماعية ملموسة.
تفاصيل خدمة شهادة الميلاد الرقمية للأسر الحاضنة
تتيح خدمة عرض شهادة الميلاد الرقمية للأسر الحاضنة إمكانية استعراض وثيقة الميلاد الخاصة بالأطفال المحتضنين بطريقة إلكترونية سهلة وميسرة. ويمكن للمستفيدين الوصول إلى هذه الخدمة من خلال عدة خطوات بسيطة تبدأ بزيارة منصة أبشر الإلكترونية، والدخول إلى قسم "خدماتي"، ثم النقر على مربع الأحوال المدنية، ليتم بعدها الانتقال إلى خدمات شهادة الميلاد. وبمجرد الضغط على خيار استعراض شهادة الميلاد، يتمكن المستخدم من الوصول إلى الشهادة الرقمية بصورة فورية، وفقًا للمعلومات التي أوردتها المصادر المطلعة.
هذا التطور يعتبر نقلة نوعية في مسار الخدمات المقدمة للأسر الحاضنة، حيث صرحت مصادر مطلعة أن الخدمة تشمل عرض الشهادات التي تم إصدارها مسبقًا، مما يتيح للأسر الحاضنة سهولة الوصول إلى هذه الوثيقة المهمة دون الحاجة إلى الاحتفاظ بالنسخة الورقية أو تكبد عناء استخراج بدل فاقد في حالة ضياعها. ومن الجدير بالذكر أن هذه الخدمة متاحة لجميع المواطنين والمقيمين داخل المملكة من الأسر الحاضنة، مما يعكس شمولية الخدمات الرقمية التي تقدمها المملكة.
علاوة على ذلك، تتميز هذه الخدمة بكونها متاحة على مدار الساعة، حيث يمكن للمستفيدين الوصول إليها في أي وقت ومن أي مكان، طالما توفرت لديهم إمكانية الاتصال بالإنترنت. هذه المرونة في الوصول تعد إحدى أهم الميزات التي تقدمها التكنولوجيا الرقمية، وتسهم في تعزيز كفاءة الخدمات الحكومية وفاعليتها. كما تضمن الخدمة للمستخدمين درجة عالية من الخصوصية والأمان، حيث يتم تأمين البيانات الشخصية وحمايتها من أي اختراق محتمل.
العوائق والشروط لاستفادة الأسر الحاضنة من الخدمة
بالرغم من المزايا العديدة التي تقدمها خدمة شهادة الميلاد الرقمية للأسر الحاضنة، إلا أن هناك بعض الشروط التي يجب على المستفيدين الالتزام بها للحصول على هذه الخدمة. في هذا السياق، أوضحت المصادر المطلعة أنه يشترط أن يكون المستفيد مسجلاً في منصة أبشر، وهو شرط أساسي للوصول إلى جميع الخدمات الإلكترونية التي تقدمها المنصة. كما يجب ملاحظة أن الخدمة تقتصر على عرض الشهادات التي تم إصدارها مسبقًا، مما يعني أنه لا يمكن استخدامها لإنشاء شهادات جديدة أو تعديل البيانات الموجودة في الشهادات الحالية.
وبالنسبة للمستندات المطلوبة للاستفادة من هذه الخدمة، أشارت التقارير إلى ضرورة توفر صورة من شهادة ميلاد الطفل، بالإضافة إلى صورة من البطاقة القومية للأسرة الحاضنة، سواء كانت للزوج أو الزوجة. هذه المتطلبات تأتي ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الجهات المعنية للتأكد من هوية المستفيدين وأحقيتهم في الوصول إلى هذه البيانات الحساسة. ومن المهم التنويه إلى أن هذه الخدمة متاحة فقط للأسر الحاضنة داخل المملكة العربية السعودية، مما يعني ضرورة التواجد داخل الحدود السعودية للاستفادة منها بشكل كامل.
تمثل خدمة شهادة الميلاد الرقمية للأسر الحاضنة خطوة مهمة في مسار تسهيل الإجراءات الحكومية وتيسيرها على المواطنين والمقيمين في المملكة. هذه المبادرة تعكس التزام المملكة بتحقيق أعلى معايير الكفاءة والفاعلية في تقديم الخدمات الحكومية، وتسهم في تعزيز جودة الحياة للمستفيدين. ومع استمرار التطور في مجال التكنولوجيا الرقمية، يمكن توقع المزيد من التحسينات والتطويرات في هذه الخدمة مستقبلاً، بما يلبي احتياجات المستفيدين ويحقق رضاهم
