في إطار المسؤولية الإجتماعية اللتي تتحملها وسائل الإعلام في تسليط الضوء على مشاكل وهموم المواطن وحجم الصعاب اللتي يواجهها في حايته اليومية، تبدأ "شبكة صوت الحرية" في نشر سلسلة تقارير حول هيئة مستشفى الثورة العام النموذجي بصنعاء اللذي يعد أكبر مستشفيات القطاع العام في الجمهورية.
نبدأ اليوم في إلقاء نظرة من الخارج على المستشفى اللذي يقع في قلب العاصمة صنعاء تحديداً في منطقة باب اليمن وهي منطقة مكتضة بالأسواق الشعبية والتجمعات السكينة.
عند سيرك على قدميك في نزهة صباحية تجاه هذا المستشفى اللذي يفترض به أن يكون نموذجياً -حسب تسميته-، ستفاجئ كثيراً بالمنظر الخارجي للسور المستشفى وشكل المباني التي باتت تعكس ما بداخلها من تدهور لا مثيل له.
وعند اقترابك اكثر من سور المستشفى في أي من جهاته الأربع ستبدأ بالتدريج الشعور بأن هذا السور ليس مبنياً من الحجارة والأسمنت فقط، لكنه ايضاً مشبع بكمية كبيرة من النشادر الطبيعي واللتي بحسب وصف الزعيم "عادل إمام" لا تفيق غير الزعماء والمسؤولين.
لكن في حالة مستشفى الثورة يبدو أن المسؤولين فيها لم تعد تفيقهم حتى رائحة النشادر اللتي تلف المستشفى من الخارج لأن ما يجري في الداخر أدهى وأمر مما يشم على اسوار المستشفى.
وإذا استطعت مواصلة نزهتك وساعدتك قوة تحملك على تخطي سور النشادر العظيم -اللذي يبدو انه يحظى باهتمام ادارة المستشفى-، ووصلت عند أي من مداخل المستشفى ستجد عمال النظافة التابعين للمستشفى يغرقون مداخل المستشفى بالماء ويأمرونك بالابتعاد لأنهم يقومون بتنظيف المدخل المسفلت للمستشفى، طبعاً هذا يكون عند العاشرة صباحاً أي في احد اوقات ذروات توافد المرضى للمستشفى، وكأن هذه طريقة اخرى في تطفيش المرضى والمراجعين.
ومما تلاحظه بشكل جلي على وجوه كل من يستعد لدخول المستشفى أو من نجا وخرج منه أن الجميع لا يحمل اي علامة من علامات الرضا على اسلوب التعامل، بل بحسب ما رأيت وسمعت كل من يخرج لا يكف لسانه عن ترديد عباراة السخط والغضب لما يلقاه من تعامل داخل المستشفى، فيما يردد الداخلون للمستشفى ادعية وايات قرانية املاً منهم في أن تساعدهم على احتررام انسانيتهم في هذا المكان اللذي يفترض به أن يكون رمزاً للتعامل الإنساني الراقي مع مواطني هذا البلد.
فالمستشفى يعيش وضعاً صحياً مأساوياً وتعامل لا إنسانياً مع المواطنين المرضى اللذين يفدون الية من جميع المحافظات تقريباً املاً في تلقي مستوى خدمة صحية يليق بأدميتهم لكن ما يرونه أو بالأحرى ما تشتمه انوفهم قبل دخول اسوار المسشفى يبدأ في تبديد أوهامهم شيئاً فشيئاً.
ولكل المسؤولين خاصة قطاع الصحة العامة هذه دعوة للتوجه في نزهة صباحية سيراً على الاقدام في مستشفى الثورة العام، وليس الحضور في سيارات فارهة والنزول في القاعات المعدة لكبار الضيوف، يكفي كل مسؤول صادق في عملة حريص على تأدية الأمانة اللتي كلف بها أن يلقي نظرة على وجوه المواطنين داخل المستشفى ليعلم أن الوضع ليس جيداً مطلقاً بل أن الوضع كارثي بكل معنى الكلمة.