الرئيسية / تقارير وحوارات / دراسة إسرائيلية: ضرب إيران عسكريا أهم للسعودية من سقوط الأسد
دراسة إسرائيلية: ضرب إيران عسكريا أهم للسعودية من سقوط الأسد

دراسة إسرائيلية: ضرب إيران عسكريا أهم للسعودية من سقوط الأسد

09 أكتوبر 2012 07:01 صباحا (يمن برس)

رأت دراسة إسرائيلية نُشرت أمس أن الصراع الدائر بين الحكومة السورية التي يقودها الرئيس الأسد وقوى المعارضة السياسية والعسكرية داخل سورية تحول بشكل متسارع جدا إلى صراع إقليمي، وللتدليل على ذلك، التدخل الدولي لدعم هذا الجانب أو الآخر، لافتةً إلى أن السعودية هي إحدى أقوى مؤيدي المعارضة السورية.

 

وتابعت أنه من الناحية التاريخية شهدت العلاقات بين الرياض ودمشق دفئا ولم ترتق إلى المواجهة المباشرة، ولدى اغتيال رفيق الحريري، في العام 2005، الذي كان يعتبر ربيبًا للسعوديين، سارعت المملكة إلى اتهام النظام السوري بالمسؤولية عن عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، واتخذوا موقفًا مناهضا لسورية بشكل علني، كما أن السعوديين لعبوا دورًا هامًا في إخراج الجيش السوري من لبنان.

 

وبرأي الدراسة فإن العلاقات شهدت تحسنًا ملموسًا من منتصف عام 2008 حتى عام 2011، حيث وصلت ذروتها خلال زيارة الملك عبد الله إلى دمشق في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2009 والتي هدفت إلى وضع حدٍ لتأثير سورية في لبنان، ومن ناحية أخرى، إضعاف إيران.

 

ولكن، زادت الدراسة، أنه مع اندلاع الأحداث في سورية، قررت السعودية الرهان على إسقاط الأسد، وكان التصريح المشهور للعاهل السعودي في أب (أغسطس) من العام 2011 والذي أكد من خلاله على أن العنف ليس مقبولاً على بلاده، وطالب الرئيس الأسد بوقف آلة القتل.

 

والدافع وراء الموقف السعودي ضد سورية يشمل مجموعة من العوامل السياسية والشخصية والطائفية، وقبل كل شيء، أن السعودية هي النقيض التام لحزب البعث الحاكم في دمشق، بصفته حزبا علمانيا، كما أن صناع القرار في الرياض قرروا دعم السنة في سورية ضد العلويين المسيطرين على دوائر صنع القرار في دمشق، أما السبب الثالث لدعم المعارضة السورية، قالت الدراسة، هو أن السعودية رأت في إضعاف وإسقاط الرئيس الأسد فرصة ذهبية لإضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، وبكلمات أخرى، يمكن القول إن الجهود السعودية لحشد المجتمع الدولي والمنطقة ضد الأسد هي جزء من المنافسة الإقليمية الكبرى بين دول الخليج وإيران. وأوضحت الدراسة أن السعودية لم تكن مولعة في بداية ما يُسمى بالربيع العربي والثورات التي أفرزها، خشية وصوله إلى دول الخليج، ولهذا السبب قدمت المساعدة العسكرية للبحرين لوأد الاحتجاجات فيها، كما أن السعودية خشيت من انتقال الاحتجاجات إلى عقر دارها، كما أن الرياض ساهمت إلى حد كبير في مساعدة الأردن لوقف الاحتجاجات فيها، مشيرةً إلى أنه بسبب هذا المزيج من المبررات الشخصية والطائفية، والسياسية، وكانت المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر الجهات الفاعلة الإقليمية في التعبير عن معارضتها للأسد ونظامه، وكذلك في الدعوة للاعتراف بالمعارضة السورية ودعمها وتسليح الجماعات المعارضة المناهضة للأسد.

 

وبرأي الدراسة، فإن المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري لحل الأزمة السورية سياسيا، لم تنجح، بسبب معارضة السعودية لها، وعدم مشاركتها في الاجتماعين اللذين عقدا لممثلي الدول المشاركة. وبالمثل، فإن الدول الخليجية الأخرى، وإنْ كانت تقاسم المصالح السعودية في رؤية سقوط الأسد، فإنها لا تتناسب مع قوة السعودية، ومع ذلك، فإن موقف دول الخليج الأخرى كان داعمًا للمعارضة، إنْ كان علنيا أو عن طريق غض النظر، ولكن قطر، أضافت الدراسة، أعلنت جهارًا عن دعهما للمعارضة السورية، وباتت تستضيف المنشقين عن النظام بشكل علني، وذهبت الإمارة إلى الإعلان عن تأسيس صندوق بقيمة 100 مليون دولار لحصول المعارضة على الأسلحة، وكان استقبال المنشق مناف طلاس في الدوحة بمثابة الإعلان القطري الرسمي عن دعمها للمعارضة.

 

وبرأي الدراسة، التي أُعدت من قبل باحثين من معهد الأمن القومي الإسرائيلي، فإن السعودية باتت تُفكر في اليوم الذي يلي الأسد، ولكن هذا اليوم، شدد الباحثان، ما زال بعيدًا جدًا، كما تؤكد الوقائع على الأرض، وبالتالي إذا لم يتم كبح جماح هذه الحرب الدائرة في سورية بين النظام والمعارضة، فإنه من الوارد جدا أنْ تنزلق الأمور ويتحول الصراع الداخلي السوري إلى نزاع إقليمي، وهو الأمر الذي تسعى السعودية لاحتوائه منذ بداية ما يُسمى بالربيع العربي، وهذا الأمر يضع السعودية أمام معضلة صعبة للغاية، فإما أنْ تواصل الرهان على إسقاط الأسد والمخاطرة بنشوب نزاع إقليمي، أو اللجوء إلى مسار التفاوض مع إيران لإبرام صفقة بينهما، ورأت الدراسة أن الاجتماع الذي عُقد مؤخرا في مكة المكرمة بين العاهل السعودي والرئيس الإيراني حمل طابعًا مهمًا للغاية، لأنه تم في ظل توتر العلاقات بين الرياض وطهران على ضوء الخلافات بينهما في ما يتعلق بالأزمة السورية، وهو دليل على أن الدولتين، المنافستين الرئيسيتين من الناحية الإقليمية تحاولان في الواقع الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة وتجاوز خلافاتهما، ذلك أنهما فهمتا بأنه يتحتم عليهما التفاهم في ما يتعلق بسورية، مشيرةً إلى أن المحاولات الإيرانية للتأثير على سورية ما بعد الأسد، تتطلب تعاونًا سعوديًا، بسبب العلاقة السيئة بين طهران والمعارضة السورية، ومن ناحية أخرى، لإيران يوجد تأثر كبير على الأسد، وإذا قررت طهران، فبإمكانها حتى بعد الأسد تأخير الاستقرار في سورية وأيَضا في المنطقة.

 

وتابعت الدراسة قائلةً إن الاستقرار الإقليمي هو مصدر قلق حقيقي بالنسبة للسعوديين، وخاصة عندما ننظر إلى التأثير المتزايد للأزمة السورية على حليفهم الإقليمي، الأردن، الذي يمر بأزمة اقتصادية صعبة ويضطر لاستضافة عشرات آلاف اللاجئين من سورية، ومع مرور كل يوم تتفاقم الأزمة في الأردن، كما أن عدم التوصل إلى حل سياسي للنزاع يصبح أكثر صعوبة كلما باتت الحرب أكثر دموية، الأمر الذي يعود بالخطر الكبير على السعودية وإيران، ولكن الدراسة شددت على أن إبرام صفقة إيرانية سعودية بالنسبة لسورية بعيدة جدًا في الوقت الراهن، وبالتالي فإن الدولتين تقومان بإضافة الزيت على نار الطائفية وتؤديان إلى مزيد من الأقلمة للصراع، وأكبر مثال على ذلك، الحرب الأهلية اللبنانية التي أوضحت جليًا استخدام القوى الأجنبية الصراع الداخلي لتحويل بلاد الأرز إلى ميدان قتال بالوكالة، وخلصت الدراسة إلى القول إن ضرب إيران عسكريًا أهم بكثير لدى السعودية من الصراع الدائر داخل سورية، وبما أن طهران والرياض لم تتوصلا إلى صفقة بينهما حول سورية، فإنهما ستعملان على تأجيج الصراع، على الرغم من وجود فرصة للمصالحة بينهما.

 

"القدس العربي"

 

شارك الخبر