"ارحل" قالها الشباب والشابات في اليمن, صمدوا في الساحات ولا يزال شعارهم "النصر صبر ساعة" كثيرا ما اختلفوا مع ساساتهم ورفضوا الحلول السياسية, فما هي حكاية هذه الثورة وماذا حققت وما هو مستقبلها؟
بداية الثورة
يقول همدان الحقب، وهو أحد شباب حركة 15 يناير وينتمي للحزب الاشتراكي اليمني، إن حركته خرجت في الأساس للاحتفاء بسقوط زين العابدين بن علي في تونس ومن هنا استمر هؤلاء الشباب في الاحتجاج ورفضوا أن ينفضوا رغم الضغوط التي مورست عليهم.
وبدأت فكرة الاعتصام في 3 فبراير/شباط عندما نصبت أول خيمة من قبل طلاب في جامعة صنعاء, ثم ما لبثت أن حظيت بالتعاطف من قبل جماهير الطلاب, وزاد من زخم هذا الحراك أن قررت أحزاب اللقاء المشترك اللحاق بالثورة مما مثل انعطافة تاريخية لها.
ويقول هشام المسوري، وينتمي للتجمع اليمني للإصلاح وأحد طلاب جامعة صنعاء، إن الناس خرجوا إلى الشوارع نتيجة تراكم القهر والاستبداد الذي فعلها النظام السابق.
ويضيف أن الدافع الحقيقي وراء خروج الشباب للثورة هو أننا "نتطلع إلى دولة حديثة تقوم على النظام والقانون والتداول السلمي للسلطة".
أما سليم الجلال، من التيار القومي وطالب بجامعة صنعاء، فيؤكد أن الشباب كانوا بمثابة القطب الذي حرك الأحداث باتجاه التغيير, وكانوا بمثابة حجر كبير ألقي في بركة آسنة.
فقد كسر الشباب حاجز الخوف وأحيوا الأمل، كما يقول محمود درويش، وسحبوا البساط من تحت أرجل جماعات العنف.
كسر الاحتكار
وحول ما حققته الثورة، يقول المسوري إنها نقلت السلطة من المركز العصبوي المتمثل بعائلة الرئيس السابق على عبد الله صالح ومنطقته الجغرافية.
أما كمال حيدرة من الشباب المستقل وطالب بجامعة صنعاء، فيقول إن الثورة كسرت بالفعل احتكار السلطة وأعادت الاعتبار للوحدة بوجود الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه محمد سالم باسندوه في سدة الحكم.
ويثني الجلال على ما قاله المسوري من أن الثورة أعادت للوطن لحمته، كما أعادت ترتيب علاقات اليمن سواء في الداخل أو الخارج.
ويرى الحقب أن الثورة حققت الكثير من الإنجازات، وبالأخص أنها ضربت الصيغة التي يقوم عليها النظام وأثبتت أن بالإمكان استبداله وإحلال أشخاص نزيهين ووطنيين محله.
مستقبل مشرق
وعن المستقبل، يقول الحقب، إنه مشرق رغم وجود زوايا معتمة في المشهد السياسي, وسيكون أكثر إشراقا عندما يتخذ الرئيس هادي قرارات حازمة وحاسمة لمعالجة مخلفات الماضي.
كما أن الثورة فتحت الطريق دوليا أمام اليمن دون الاقتصار على دول الجوار لاستقطاب الكثير من الاستثمارات والدعم المادي.
وفي هذا الصدد، يقول المسوري إن الرئيس هادي مطالب باتخاذ قرارات حاسمة لتوحيد الجيش وإقامة المؤسسات الوطنية, مؤكدا أنه رغم وجود جماعات مسلحة يغذيها الرئيس السابق فإن الجيش سيقف بالحزم أمامها.
ويرى حيدرة أن الثورة لم تنته بعد "ولدينا الأمل في أن تحقق الثورة الكثير" وأن عجلة التاريخ لن تعود للوراء رغم محاولات الذين تضررت مصالحهم من الثورة.
ويؤكد الجلال أن الثورة أحدثت التغيير، موضحا أنه قد يكون مؤلما لكن ما دامت جذوة الثورة باقية تحت رماد المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية فإنها حتما ستنجز كل أهدافها في نهاية المطاف.
ويقول "أمامنا تحديات كثيرة وما لم تستعد الدولة بسط سيطرتها على الأرض فإننا سنقع في أخطاء كثيرة, فالمطلوب ليس إعادة هيكلة الجيش وإنما إعادة بنائه بحيث يكون منحازا للوطن والشعب".
" الجزيرة نت"