الرئيسية / تقارير وحوارات / الفنانات اليمنيات.. صراع مع المجتمع : أسماء مستعارة و"قصص مثيرة"
الفنانات اليمنيات.. صراع مع المجتمع : أسماء مستعارة و\"قصص مثيرة\"

الفنانات اليمنيات.. صراع مع المجتمع : أسماء مستعارة و"قصص مثيرة"

06 أكتوبر 2012 01:30 مساء (يمن برس)

ظلت تلك العبارة سر تقدمه وبعده عن كل دخيل وضئيل الفن هو إبداع وأصالة بمفهومه الحقيقي واصله الجذري، هو تلك الرسالة المفعمة بالمحبة والسلام بين الشعوب، والشعور الراقي المعبر عن خلجات النفس ومكنونها وفيه تعبير عن ثقافة البلدان ورسالتهم الفنية للعالم اجمع..

وعلى اثر ما سبق وغيرها من الأسباب تدخل المرأة عالم الغناء في مجتمع له عاداته وتقاليده وحدوده المجتمعية- كاليمن- أمامها صعوبات وعوائق فمنهن من يقف الحظ إلى جانبها بمباركة الأهل والأصدقاء ومنهن من تحارب وتمنع بشتى الوسائل القاهرة لدرجة قد تصل عند البعض بالتهديد بالقتل (فنون) تحققت حول هذا الموضوع مع أصحاب الشأن أنفسهم فكانت الحصيلة هي كالتالي:

 

الفنانة ليلى

ومع "ليلى" الفنانة الشابة وهو بالطبع اسمها الفني لتقول لنا عن تجربتها في هذا المجال: منذ طفولتي وأنا أحب عالم الغناء كثيرا فقد شاركت في عدة مسابقات ومهرجانات فنية وحصلت في اغلبها على المركز الأول كان ذلك دافعا قويا لي لحب هذا المجال وبالذات شهادة الملحن الكبير وجيه أدريس من جمهورية مصر العربية برخامة صوتي وعذوبته وتنبئ بمستقبل فني زاهر ينتظرني.

 

وأوضحت ليلى: ولكن ما آلمني وشكل عائقا |أمام موهبتي الغنائية هو رفض الأهل شكلا ومضمونا فكرة أن أصبح فنانة مشهورة فهذا بنظرهم عيبا وعار كبير بحق الفتاة وأسرتها إلا أنني تظاهرت أإمامهم بعزوفي عن الغناء ولكن ما هي إلا شهور حتى بدأت دراستي الجامعية فقدمت إلى صنعاء عند خالتي لإكمال الدراسة ومزاولة حلمي ومهنتي ومستقبلي في مجال الغناء واخترت لنفسي اسما فنياً من دون علم أهلي القاطنين في محافظة تعز.

 

رآها تغني.. فقتلها

صوتك عورة ستجدين مضايقات كبيرة، ستخرجين عن طور العادات والأخلاق الفاضلة.. ستعيشين في عالم الانفتاح اللا محمود.. ستضحين بأهلك وأسرتك وصديقاتك.. ستعانين من الضغوطات في عالم الفن والغناء وغيرها من المشاكل، والتهميش والظلم... هكذا هم يقولون لنا حال مزاولة مهنة أو موهبة الغناء.. وهكذا استهلت "نجوى حسين" حديثها معنا حول هذا الموضوع موضحة: كنت أنا وإحدى صديقاتي دائما ما نغني في المناسبات والأعراس والاحتفالات الجماهيرية الا ان اهلي ظلوا وقتا طويلا لإقناعي على ترك الغناء الا إنني رفضت ذلك بشدة فأنا لا اعمل شيئاً غلطاً او محرماً فهذا من حقي بينما صديقتي مع حبها لهذا المجال فقد كانت تحضر الحفلات معي من دون علم أهلها.. فكانت المفاجأة الظالمة والمؤلمة بنفس الوقت هو تواجد أخوها في إحدى الحفلات الجماهيرية.

 

وتابعت نجوى سرد قصتها: فما لبث أن رآها لم يخجل من الجمهور ولم يستح أو يخاف على أخته ومكانتها فقد جن جنونه وهرع إلى المنصة ضارباً أخته بلا رحمة ولا شفقة متلفظاً عليها ومتهماً إياها بمختلف الاتهامات وكأنها ارتكبت جرماً شنيعاً.. حاول الناس إنقاذها منه فلم يستطيعوا فقد رفع السكين في وجه كل من يقترب منه شاداً بشعرها إلى البيت بمنظر دموي مؤلم.

 

مضيفة: وفي المنزل تقاسم إخوانها الآخرون حصتهم في ضربها ليتم نقلها إلى المستشفى في حالة خطرة ظلت أسبوعاً في حالة يرثى لها حتى توفاها اللَّه!!

 

لماذا تبرّأ أبي مني؟!!

"لي أكثر من عامين ونصف وأنا مقيمة في بيت زوج أختي بعد أن تبرأ أبي مني ولا أدري هل صنعت شيئاً عظيماً يستحق هذه النتيجة؟!!"

 

هكذا استهلت بشرى- 20 عاماً - حديثها معنا موضحة: ان شيخ القرية أخبر أبي بأني اغني في الأعراس والمهرجانات التي نظمتها مدرسة أختي الصغيرة والتي تبعد قليلاً عن قريتنا فثار أبي واشتاط غاضباً معلناً عن التبرئة مني لكوني أسأت إلى مكانة القبيلة التي انتمي إليها فلم أجد إلا بيت أختي ملجئاً لي بعد ذلك!!

أساءت البعض فامتعض الكل

ومن جهته يقول الشاعر والملحن الغنائي طاهر الشرفي إن رفض المجتمع وعدم تقبله فكرة أن الفتاة تخرج وتغني في المسارح أو المهرجانات أو حتى القنوات دفع العديد من الفنانات للتستر عن أنفسهن لعلمهن بأن ذلك طريقاً يرفضه الواقع المجتمعي.. وهذا في حقيقتــه يعود لعدة أسباب أبرزها لأسباب تاريخية فمنذ الأزل الجارية من طبقة العبيد هي من تغني وليست الشريفة أو الفتاة القبلية ذات النسب العالي والرفيع ولهذا فنظرة الناس عن من يمارسون هذا الفن ما زالت دونية ومقتصرة على فئة دون أخرى.

 

وأضاف الشرفي: أيضاً وجود فنانات أساءت إلى الوسط الفني محلياً وخارجياً في مختلف الجوانب جعلن الناس ينظرون إلى الكل على أن من تدخل مجال الغناء تقدم العديد من التنازلات أو أنها امرأة غير مستقيمة وغيرها من التصرفات التي قد تخدش الحياء والأخلاق الفاضلة مع أن هناك قامات فنية نسائية كانت وما زالت مثالاً يحتذى بها في الذوق الرفيع والأخلاق الفاضلة والطرب الأصيل.

 

بمقدورك أن تغني ولكن..

لا نصعب الأمور ولا نضيقها على بعضنا - أنا ندى قاسم ،رئيسة فرقة صفاء لوك الإنشادية وجدنا أنفسنا نملك موهبة الغناء والإنشاد أنا وصديقاتي فقلنا لما لا نستثمر هذه الموهبة فنياً ومادياً بما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة وفي الحدود المتاحة لنا وحقاً استطعنا تكوين فرقة وإقناع الأهل والمجتمع لكوننا نتصرف في حدود المعقول فالكل بارك لنا وهنئنا فربحنا محبة الجمهور وكسبنا أرباحاً كثيرة.

 

موضحة: لا يجب أن نضع أمامنا العوائق ولا نحطمها بعوائق أخرى كالثورة على العادات والتحرر الزائد فمنهن من ترضى لها أسرتها القيام بذلك ومنهن من قد تلقى شر ما لم تتوقعه فالحلول أمامنا كثيرة حتى لا ندفن الموهبة التي هي سر سعادتنا فقط بالاتجاه الصحيح.

 

*مركز الإعلام التقدمي

شارك الخبر