بالتزامن مع استماتة مليشيا الحوثي في دفع اليمن إلى مرحلة جديدة من الصراع، واستجلاب التحالفات والقوى الدولية، تُطرح تساؤلات عديدة حول فعالية الضربات الجوية الأمريكية ودورها في تغيير موازين القوى على الأرض.
وفي هذا الإطار، أوضح مايك نايتس، الزميل الأول في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج، أن القضاء على سيطرة الحوثيين على المدن اليمنية لا يمكن تحقيقه عبر الضربات الجوية وحدها، بل يتطلب وجود قوات (يمنية) برية على الأرض.
وذكر نايتس، في تصريح خاص لموقع "الصحوة نت"، بأن تجارب سابقة في عدن ومأرب والمخا أثبتت نجاح هذا النهج، وحتى في مدينة الحديدة كاد الأمر أن يتحقق.
وشدد على ضرورة أن يقدم الغرب دعماً أكبر للحكومة الشرعية، ليكون هناك جيش حكومي يمني أكثر قوة، خاصة على الساحل الغربي للبحر الأحمر، لمواجهة النفوذ الحوثي المتزايد.
وحول سؤال مستقبل السياسة الأمريكية في تعاملها مع الحوثيين، ولا سيما مع اقتراب فترة إدارة الرئيس ترامب، والتي ستبدأ في 20 من يناير الجاري، قال نايتس إن الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة دونالد ترامب من المرجح أن تعتمد على شركاء اليمن في الخليج لقيادة العمليات داخل اليمن.
ويتوقع الدكتور نايتس استمرار الضربات الأمريكية على مراكز القيادة والسيطرة الخاصة بالحوثيين، بالإضافة إلى استهداف مواقع الأسلحة والمستشارين الإيرانيين الذين يقدمون الدعم لهم.
واعتبر بأنه من الضروري أن تقدم الولايات المتحدة دعماً تدريبياً واستشارياً للقوات الحكومية اليمنية، بهدف تعزيز الضغط العسكري على الحوثيين في ميادين القتال.
أما عن مستقبل الحوثيين في عام 2025، فقد رجح "مايكل نايتس" أن الحوثيين قد يكونون أول خصم يهاجم المصالح الأمريكية مع تولي ترامب الرئاسة في فترته الثانية، مما قد يشكل دافعاً للأخير (ترامب) لاستخدام القوة معهم.
وبيّن أنه من المرجح أنَّ الولايات المتحدة، إلى جانب السعودية والإمارات، ستعمل - خلال العام الحالي- بشكل مكثف على تقوية الحكومة اليمنية والفصائل الموالية لها، بالإضافة إلى استئناف صادرات النفط والغاز اليمنية.
وأشار إلى أن هذا التوجه سيضع الحوثيين في مسار تدهور تدريجي، مما قد يؤدي إلى فقدانهم السيطرة على إحدى المدن الرئيسية، مثل تعز أو الحديدة، خلال العام أو العامين المقبلين.
يُذكر أن الدكتور "مايكل نايتس" كان قد ألقى كلمة أمام مجلس الأمن الدولي في 30 ديسمبر الماضي، تناول فيها التهديدات التي يشكلها الحوثيون في اليمن على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأوضح في كلمته أن الحوثيين، المدعومين من إيران، استغلوا ضعف الحكومة اليمنية لتوسيع نفوذهم عبر انقلاب عسكري في عام 2014، مكّنهم من السيطرة على صنعاء وموانئ البحر الأحمر، والسعي للهيمنة على مراكز حيوية مثل مأرب وعدن.