سلطت تقارير صحافية أميركية الضوء على حقيقة تزايد معدلات النمو التي بدأت تشهدها شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة على شبكة الإنترنت "فيس بوك" بصورة كبيرة على مدار الأشهر القليلة الماضية، وقالت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أن موظفي الشبكة احتفلوا العام الماضي بانضمام العضو رقم 100 مليون إلى الشبكة في شهر أغسطس الماضي، وذلك عن طريق الذهاب إلى اثنين من المتنزهات في مدينة بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا من أجل حضور حفل شواء كبير. وعلى الرغم من تلك الجماهيرية العريضة التي نجح الموقع في اكتسابها منذ تأسيسه في عام 2004، إلا أن تلك المعدلات الجماهيرية في تزايد مستمر ومطرد أيضا، وهو الأمر الذي أكدت عليه "النيويورك تايمز" في تقريرها، حيث كشفت عن إدارة الشبكة من المتوقع لها أن تحتفل هذا الأسبوع بانضمام العضو رقم 200 مليون. وقالت الصحيفة إن معدلات النمو المذهلة – التي تضاعفت من حيث الحجم في غضون ثمانية أشهر فقط – تشير إلى أن الفيس بوك أصبح بشكل سريع أكثر النظم الإيكولوجية والاجتماعية المهيمنة على شبكة الإنترنت، كما أنه أصبح أداة مهمة للتواصل الشخصي والتجاري في جزء كبير من العالم الإلكتروني. ومع هذا، يقول مسؤولو الفيس بوك إنهم لا يخططون لمراقبة أحدث معالمهم بأي شكل. ومع هذا، ربما يبدو الوقت الراهن وقتا ً غير ملائما ً للاحتفال. فالشركة التي وفرت للمستخدمين طرقا جديدة من أجل التواصل والتحدث بصراحة إلي السلطة غالبا ما تجد نفسها الآن هدفا لتلك القاعدة الشعبية الجارفة – التي ظهرت مؤخرا ً على خلفية التغيرات المثيرة للجدل التي أدخلتها على الصفحات الرئيسة الخاصة بالمستخدمين. وبينما يشهد الفيس بوك تطورا ً وانتشارا ً، إلا أنه يكافح لمواكبة الزخم الخاص بالمواقع الأخرى الجديدة الساخنة مثل تويتر، الذي يقدم خدمة المدونات الصغيرة، في الوقت الذي يلبي فيه توقعات الشباب الصغار البارعين في أمور التكنولوجيا، واجتذاب سيل كبير من الآباء والأمهات غير العاملات. وبكل المقاييس، تعد معدلات النمو الخاصة بالفيس بوك إنجازا ً كبيرا ً. وأزاحت الصحيفة النقاب عن أن الطاقم الخاص بمارك زوكربيرغ، 24 عاما، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي للشركة، يستقبل اشتراكات نحو مليون مستخدم كل يوم، ويعيش الآن أكثر من 70 % من أعضاء الخدمة خارج الولايات المتحدة، في دول مثل إيطاليا وجمهورية التشيك وإندونيسيا. وقد تضخمت أعداد المشتركين في الفيس بوك في تلك البلاد العام الماضي بعد أن قامت الشركة بعرض الموقع بلغات كل دولة من تلك الدول. وتضع كل هذه الجماهيرية الفيس بوك على قدم المساواة مع غيره من خدمات الإنترنت التي تحظى بشعبية كبيرة حول العالم مثل غوغل وسكايبي ومواقع المتاجرة الإلكترونية مثل الإي باي. لكن الفيس بوك يعد بتغيير الطريقة التي نتواصل من خلالها بشكل كبير، من خلال رسم الخرائط بطريقة رقمية وربط الأشخاص عبر الفضاء والزمن. وعلى عكس محركات البحث، التي تتبع مسار الأشياء الموجودة على الإنترنت باقتدار، يقوم الفيس بوك بإعادة الربط بين الأشخاص الدائمين والأصدقاء القدماء والعمل على تعزيز روابطهم بالأصدقاء الجدد. كما يساعد الموقع على إعادة بناء التكوينات الأسرية. ويعد حقلا واسعا للقيام بالنشاطات المختلفة التي يأتي على رأسها تنظيم التظاهرات والمسيرات.