يعتقد كثيرون أن ثمة صلة بين النظام الغذائي ومرض السرطان. ووفقاً للتوضيح الذي صدر عن المعهد الوطني للسرطان (Inca)، وبحسب "توب سانتيه"، فقد "أتاحت الأبحاث، التي أجريت في السنوات الأخيرة، إمكانية تحديد العوامل الغذائية التي يشتبه أنها تتداخل بتطور أنواع معينة من السرطان.
وإذا لم يكن هناك طعام مضادّ للسرطان، فإنّ هناك أنواعاً معينة من الأطعمة التي بمقدورها تقليل خطر الإصابة بالمرض، أو على النقيض من ذلك؛ تزيد خطر الإصابة به". وينبغي ملاحظة أن استهلاك طعام بعينه لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يمنع تطور السرطان، ولا حتى الشفاء منه.
- ما هي الأطعمة التي تقلل خطر الإصابة بمرض السرطان؟
بعض الأطعمة غنية بالمركبات المضادّة للسرطان، وتمتاز بخصائصها المضادّة للأكسدة والمضادّة للالتهابات. وتلعب مضادات الأكسدة دوراً مهماً في منع الجذور الحرّة من مهاجمة الخلايا وجعلها مسرطنة. ومضادات الأكسدة المعروفة أكثر ما يكون هي البيتا – كاروتين، والفيتامينات سي C وإي E والزنك.
ولكن هناك أيضاً أطعمة أخرى مثل المركبات الفينولية التي توجد في الشاي الأخضر، والفلافونويدات الموجودة في العنب. الأطعمة التي تمتاز بخصائص مضادّة للأكسدة ومضادةّ للالتهابات تمنع الجذور الحرّة من العمل، وتحدُّ بالإضافة إلى ذلك من الالتهابات التي تزيد من الجذور الحرّة. فما هي هذه الأطعمة المضادّة للسرطان ذات الخصائص المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات؟ إنها بشكل رئيسي الفواكه والخضراوات، وعلى وجه الخصوص تلك الملونة أكثر، وبالتالي تلك التي تحتوي على الأصباغ المضادّة للأكسدة؛ مثل الفاكهة الحمراء والخضراوات من العائلة الصليبية (مثل البروكلي والملفوف والشمندر والجزر والطماطم والعنب والخوخ وغيرها). والأطعمة المضادّة للسرطان هي أيضاً التوابل التي تتضمن خصائص مضادّة للأكسدة ومضادّة للالتهابات، وعلى وجه الخصوص الكركم والزنجبيل والقرفة والفلفل الأسود. كما أنّ الشاي الأخضر غني بمضادات الأكسدة، وله تأثيرات وقائية ضدّ السرطان.
- ما هي الأطعمة التي تزيد خطر الإصابة بمرض السرطان؟ على النقيض من ذلك، فإن النظام الغذائي غير المتوازن سيكون السبب في الإصابة بحوالي 19 ألف حالة جديدة من السرطان في السنة، وفقاً للمعهد الوطني للسرطان. وفي حالة سرطان القولون والمستقيم، فإن المركز الدولي للأبحاث حول السرطان (CIRC) صنف استهلاك اللحوم المصنعة (التي منها اللحوم الباردة) على أنها مسببة للسرطان بالنسبة للإنسان (المجموعة الأولى)، وكذلك استهلاك اللحوم الحمراء على أنها محتمل أن تكون مسرطنة (المجموعة 2 إيه). وكذلك الأمر، ينصح المعهد الوطني للسرطان من الحد من استهلاك اللحوم الحمراء إلى أقل من 500 غرام في الأسبوع (قطعة من شريحة اللحم تزن ما بين 100 و150 غراماً، وتفضيل لحم الدجاح بالتناوب مع الأسماك، والبيض والبقوليات الجافة، والحد من استهلاك اللحوم الباردة إلى أقل من 150 غراماً في الأسبوع.
- فوائد الثوم في القضاء على السرطان
يبدو أن الخصائص المضادّة للسرطان التي يتضمنها الثوم ترتبط أساساً بمركباته، مثل الألين الذي يتحول إلى الأليسين، وهو مركّب كبريتي متطاير وعطري، عندما يتم سحق فص الثوم. ويبدو أن الأليسين قادر على تخليص الجسم من المواد الملوثة المسببة للسرطان، ولكنه قادر أيضاً على إبطاء نمو الخلايا السرطانية ودفعها إلى الانتحار (موت الخلايا المبرمج). وللثوم بشكل خاص تأثير وقائي ضدّ سرطان القولون والمستقيم والمعدة.
- فوائد الجزر في الوقاية من سرطان الثدي
للجزر تأثيرات وقائية ضدّ سرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان الثدي؛ بفضل محتواه من البيتا – كاروتين، وهذه المركبات من مضادات الأكسدة القوية جداً.
- فوائد البروكلي في الوقاية من السرطانات
البروكلي مثل جميع أنواع الخضراوات الصليبية (والتي تشمل كرنب بروكسل والملفوف واللفت والفجل وغيرها) يحتوي على عنصرين غذائيين مهمين (إندول -3 كاربينول وسلفورافان) يوجدان بوفرة على وجه الخصوص في البروكلي وكرنب بروكسل. ويساهم البروكلي في التخلص من وإخلاء المواد المسببة للسرطان، قبل أن تلحق الضرر في الجسم. كما أن استهلاك أي من الخضراوات الصليبية سيكون له تأثيرات وقائية ضدّ جميع أنواع مرض السرطان.
- فوائد الكركم في تعزيز التدمير الذاتي للخلايا السرطانية
المادة النشطة في الكركم هي الكركمين، والتي تمتلك خصائص قوية مضادّة للأكسدة ومضادّة للالتهابات. الكركمين يعزز التدمير الذاتي للخلايا السرطانية ويمنع انتشارها. ومن أجل زيادة التوافر الحيوي للكركم (أي لزيادة امتصاص الجسم للكركم بسهولة أكبر) ينصح باستهلاك الكركم مع كمية قليلة من الفلفل الأسود والدهون؛ مثل القليل من زيت الزيتون.
- الفاكهة حمراء اللون تقضي على الأورام
ينصح بتناول الفاكهة حمراء اللون (مثل الفروالة والعليق والبلوبيري، والتوت الأسود والكرانبيري وغيرها). وتحتوي الفراولة والعليق على آثار من حمض الإيلاجيك، وهو مادة بوليفينول وتدمر الإنزيمات التي تشارك في عملية تكوين الأوعية الدموية للأورام السرطانية. وتحتوي أنواع التوت الأرجواني، مثل البلوبيري، على بوليفنيولات أخرى تمنع نمو خلايا الأورام.
- فوائد الرمان مضادّة لسرطان القولون
هناك عنصران في الرمان لهما خصائص مضادّة للأكسدة تعمل على الوقاية ضد السرطان: البذور غنية بمادة الأنثوسيانوسيدات، وقشرة الفاكهة التي تحتوي على مادة البانيكالاجين. وبمقدور الرمان وعصيره التدخل في كبح تطور بعض أمراض السرطان، وعلى وجه الخصوص سرطان البروستات وسرطان الثدي وسرطان القولون.
- فوائد الشاي الأخضر في محاربة سرطان المثانة
بمقدور الشاي الأخضر تقليل خطر ظهور بعض أمراض السرطان، مثل سرطان الثدي والقولون والجلد والمثانة والبروستات وغيرها، وذلك بفضل غناه بمضادات الأكسدة: بالبوليفينول، ولكن أيضاً بالكاتيشين، وعلى نحو أكثر تحديداً بمركب يدعى ( epigallocatechin galatte ( EGCG والذي يقلل نمو الأوعية الدموية الجديدة الضرورية لتطور الأورام والانبثاث. ويجب الانتباه إلى أنه يفضل الانتظار إلى أن يبرد الشاي قبل شربه: تناول المشروبات الساخنة الحارّة جداً (أعلى من درجة حرارة 65 درجة مئوية) يزيد خطر الإصابة بسرطان المريء.
- فوائد الشمر في منع تطور الأورام تحتوي أوراق وبصيلات وبذور الشمر على مضادات الأكسدة، وخصوصاً الفلافونويدات بكميات لا يُستهان بها. ويحتوي الشمر كذلك على مركّبات أخرى عضوية نشطة تمنع تكاثر الخلايا السرطانية.
- فوائد الطماطم في القضاء على سرطان البروستات
من المعروف أنّ الطماطم تحتوي على مزايا تقي من الإصابة بالسرطان. يتم تفسير هذا التأثير بسبب وجود الليكوبين، وهو من الأصباغ من عائلة الكاروتين التي تعتبر من مضادات الأكسدة الشديدة. ويقلل الليكوبين مخاطر الإصابة بسرطان البروستات بشكل خاص.