كشفت نتائج دراسة تجريبية جديدة أن قدامى المحاربين، الذين خضعوا للوخز بالإبر قبل العمليات الجراحية، احتاجوا إلى كميات أقل من المواد الأفيونية المسكنة للألم عقب الجراحة.
وبحسب ما نشرته وكالة "يو بي أي" الأميركية، قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة وطبيب التخدير المقيم في مركز ديترويت الطبي، الدكتورة بريندا كريش، إن هناك "ستة في المئة من المرضى الذين تعاطوا مواد مسكنة بعد العمليات الجراحية، أصبحوا معتمدين عليها، في حين تبين أن المحاربين القدامى أكثر عرضة للوفاة جراء تلقي جرعات زائدة بالخطأ مقارنة مع المرضى المدنيين".
وأضافت الدكتورة كريش قائلة إنه "من الواضح أنه من الضروري أن يكون هناك خيارات متعددة لعلاج الألم، وأن الوخز بالإبر هو بديل ممتاز، حيث إنه آمن وفعال من حيث التكلفة ويؤدي لنتائج جيدة".
قام الباحثون بتحليل مجموعتين من المرضى الذين تم علاجهم في مركز طبي في ديترويت. وتولى الباحث الرئيسي في الدراسة وطبيب التخدير الدكتور بادمافاثي باتيل، القيام بتقديم جلسات الوخز بالإبر في إطار الدراسة التي تم عرض نتائجها على مؤتمر التخدير 2020.
ضمت المجموعة الأولى 21 مريضًا خضعوا للوخز بالإبر التقليدي، والذي يتضمن إدخال إبر رفيعة جدًا في نقاط تحفيز محددة حول الجسم لتخفيف الألم، في حين لم يتم استخدام الوخز بالإبر لتسكين الألم مع 21 مريضا آخرين.
وضمت المجموعة الثانية 28 مريضاً تلقوا نوعًا من الوخز بالإبر لتسكين الألم (دون استخدام مواد تخدير) في ساحة المعركة، والذي قام بتطويره طبيب سلاح الجو الأميركي و36 مريضاً في المجموعة الضابطة.
وفي كلتا مجموعتي الوخز بالإبر، أبلغ المحاربون القدامى عن انخفاض كبير في الشعور بالألم بعد الجراحة واستخدام أقل القليل من المواد الأفيونية المسكنة للألم بعد الجراحة مقارنةً بمرضى المجموعة التي لم يتم وخزها بالإبر.
وقالت الدكتورة كريش: "كان بعض المرضى منفتحين على تجربة الوخز بالإبر على الفور، وأصبح آخرون أكثر اهتمامًا عندما عرفوا المزيد عن مخاطر استخدام المواد الأفيونية".
وأضافت الدكتورة كريش شارحة: "إنه أمر سهل، ويفضله المرضى لأنه آمن للغاية. ولأن الوخز بالإبر في ساحة المعركة تم تطويره بواسطة طبيب خدمات بالقوات الأميركية، فقد كان سببًا إضافيا لزيادة إقبال قدامى المحاربين للمشاركة في التجارب".